شهدت العاصمة  بيروت  على مدى أكثر من اسبوع تظاهرة ثقافية حاشدة من خلال المعرض الدولى الثامن والخمسين للكتاب في البيال وبالرغم من الاحداث الامنية والسياسية التي تعصف بالبلاد شهد ايام المعرض إقبالا كثيفا من قبل اللبنانيين المهتمين وشهد المعرض عددا كبيرا من احتفالات التوقيع على منشورات وإصدارات جديدة ثقافية وسياسية واجتماعية إضافة إلى ما يقارب الــ 56 ندوة ثقافية وفكرية كما أشارت رئيس اللجنة الثقافية بالنادي الثقافي العربي والمسؤولة عن البرنامج الثقافي في المعرض الروائية نرمين الخنسا ,
الخنسا أشارت أيضا إلى ان الاقبال على المعرض كان ممتازا و كثيفا وكان هناك إقبال على شراء الكتب وكانت اجواء المعرض حميمة والاجواء العامة إيجابية جدا وتخلل المعرض هذا العام برنامج ثقافي مميز يرضي كل الأذواق .

الكاتب و الصحافي الاستاذ علي سبيتي أشار الى ان المحافظة على المعرض الدولي للكتاب بالنظر الى ما يمر به لبنان من أزمات هي مسألة تدل على جوهر اللبنانيين ومعدنهم المثقل بالحبر وإن حضور اللبنانيين طيلة أيام المعرض يؤكد هويتهم الثقافية وميزتهم العربية ودورهم الطليعي كرواد مساهمين وكقراء نهمين للثقافة العالمية .
وراى الاستاذ سبيتي ان المعرض هو اكثر من بيع لمنتوج بل هو مساحة للتفاعل الثقافي وفق شروط يجب ان تتوفر باستمرار حتى لا يبقى المعرض كما يريده الكثيرون من المنتفعين مجرد سوق تجاري يحصد ارباحا سريعة للناشر والكاتب على حد سواء  .

الاستاذ علي سرور  كاتب و روائي ومدير دار غوايات رأى ان المعرض يراوح مكانه من حيث الحضور فلا تراجع ولا تقدم وأهمية المعرض حاليا هي في بقائه في ظل الظروف المحيطة بلبنان والمنطقة .
ورأى الاستاذ علي سرور ان مشاركة دار غوايات في المعرض هي لتحويلها الى مقهى ثقافي وملتقى للأصدقاء والقراء وأن الهدف من هذا التفاعل خلق حالة ثقافية بين الكاتب والقاريء .وأن يرى القاريء الكاتب الذي يفضله لكسر هذه الرهبة .

الأستاذ أحمد فواز صاحب مؤسسة الرحاب الحديثة رأى ان حركة الإقبال أفضل من السنة الماضية والطقس الجيد ساعد على الحضور أكثر من العام الماضي ورأى فواز ان المعارك الدائرة في وسائل الاعلام لم تؤثر على المثقفين وزوار المعرض بحيث وجدنا أن النشاطات عادية و كثيفة وجامعة لكل الناس وهذا هو لبنان الذي يعيش في وجدان كل مثقف مسؤول  .

ظاهرة التوقيعات  :
توقيعات كثيرة للكتب والمؤلفات والاصدارات تخللها معرض الكتاب هذا العام معظمها كان في الادب والشعر والثقافة وكانت هذه الظاهرة ملفتة للنظر للكثير من المتابعين حيث نظر البعض إليها من منظار سلبي فيما رأى فيها آخرون أنها فرصة للكاتب للتعبير عن نفسه .
سالنا الكاتب الدكتور نزار دندش عن هذه الظاهرة فأشار إلى أن مسألة التواقيع بحدّ ذاتها صارت جزءا من المعرض ودخلت الى ثقافتنا بشكل عام وأصبحنا أمام واقع جديد تحتل فيه ثقافة التواقيع موقعا بارزا في معرض الكتاب .
وأشار الدكتور دندش الى ضرورة تشجيع القراءة وتضامن القاريء مع الكاتب خاصة في ظل الظروف الحالية التي تشهد ردة ثقافية مع ضرورة ان تكون التواقيع مترافقة مع ندوات محاضرات وقراءات وهنا لا نستطيع مهاجمة التواقيع بالمطلق .
الروائية نرمين الخنسا رئيسة اللجنة الثقافية بالنادي الثقافي العربي والمسؤولة عن البرنامج الثقافي في معرض الكتاب رأت أن كل إنسان له الحق أن يكون له تجربته والزمن هو الذي يحكم على هذا الانتاج أو ذاك .
الصحفي والكاتب الاستاذ علي سبيتي لفت إلى ضرورة التنظيم لحالة الفلتان العشوائي لظاهرة التواقيع كونها تعبر عن مصالح شخصية وضيقة وتحول اجنحة دور النشر إلى مجرد دكاكين ليبيع الكتب وهذا عمل مبتذل و رخيص ويسيء للكاتب نفسه وللكتاب وللحقل المعرفي .

كاظم عكر