شهدت العاصمة اللبنانية بيروت في اليومين الماضيين حدثين اسلاميين مهمين في اطار الجهود الاسلامية لمواجهة التطرف والعنف والعمل لقيام مشروع اسلامي-عربي موحد للدفاع عن الاسلام ورفض كل اشكال تشويهه.

ففي اوتيل كروان بلازا اقيم مؤتمر اندونيسي – لبناني موسع بدعوة من السفارة الاندونيسية وجمعية نهضة علماء اندونيسيا وبحضور ممثلي المؤسسات الدينية الرسمية اللبنانية وحشد من الشخصيات الدينية والباحثين في الحركات الاسلامية، وكان العنوان الرئيسي للمؤتمر كيفية مواجهة التطرف والعنف والمجموعات الاسلامية المتشددة، وعرض علماء اندونيسيا لتجربة بلادهم في تعزيز روح الوحدة الوطنية في ظل التنوع والتعدد ودعوا لاعتماد الوسطية والرحمة في مواجهة التشدد وكانت دعوة مباشرة لعلماء الاسلام للتعاون في مواجهة التطرف.

وفي مركز الحضارة (وهو من مراكز الدراسات الفكرية والعلمية المهمة في بيروت ومتخصص بترجمة النتاج الفكري الايراني الى العربية وبنشر الابحاث والدراسات عن الفكر الاسلامي الاصلاحي)في منطقة بئر حسن حضر وفد مهم من الحوزة الدينية والعلمية في مدينة قم الايرانية حيث عرض لما تقوم به الحوزة ومراكز الدراسات فيها من جهود كبيرة على الصعيد العملي والفكري ومن اجل توضيح الرؤية الاسلامية في كافة المجالات وخصوصا الدراسات القرآنية والفلسفية والفقهية، واكد الوفد على ضرورة تعاون علماء ايران مع كافة العلماء العرب والمسلمين وكذلك مع المؤسسات الدينية العالمية المعنية بحوار الاديان والدراسات الدينية وذلك بهدف مواجهة التطرف والعنف ولتعزيز الحوار الديني والفكري والعلمي.

والمعروف ان اندونيسيا هي احدى اكبر الدول الاسلامية في العالم (عدد سكانها حوالي 240 ملين نسمة و90% من المسلمين)وفيها ايضا حضور مسيحي مهم وقد عانت من الارهاب والتطرف وتعرضت للعديد من عمليات التفجير.

وايران هي احدى الدول الاسلامية الكبرى(عدد سكانها حوالي 85 مليون نسمة وفيها طوائف ومذاهب متعددة) وتلعب ايران دورا مهما على الصعيد الاقليمي والعالمي وهي تتعرض ايضا لمخاطر عديدة ويعتبرها الكثيرون من الدول العربية  بانها مصدر للمشاكل في الدول العربية.

لذلك فان يأتي وفدان من علماء ايران واندونيسيا الى بيروت للدعوة للتعاون العربي-الاسلامي- العالمي لمواجه التطرف والعنف والتشدد والدفاع عن صورة الاسلام الصحيح فهذا يؤكد خطورة ما نعاني منه اليوم، وهذه الدعوات تنضم الى بقية الجهود التركية والمصرية والسعودية والتونسية واللبنانية والعراقية من اجل مواجهة الارهاب والتطرف والعنف.

اذن هناك رغبة كبيرة في العالم العربي والاسلامي للتعاون اليوم في مواجهة التطرف والعنف ولكن من المهم البحث عن الاسباب العميقة للتطرف والعنف وخصوصا انتشار الاستبداد والظلم والصراع على السلطة والخطوة الاولى من اجل وقف هذا العنف العمل لوقف الصراعات القائمة واعطاء الشعوب حقوقه في الديمقراطية والعدل والتنمية والحرية وذلك هو المدخل الصحيح لمواجهة التطرف والعنف في المنطقة.

قاسم قصير