بالرغم من التصريحات الصادرة عن مراجع سياسية ودبلوماسية والتي تحمل بين طياتها نفحات من التفاؤل عن اقتراب موعد انتهاء الفراغ الرئاسي إلا أن المشهد السياسي لا زال ضبابيا غامضا لدرجة يصعب معها الجزم عن مسير الرياح في أي اتجاه يمكن أن تسير.. فهل تسير نحو الحلول إم نحو المزيد من التعقيد.... فهذه الرياح سواء أكانت آتية إلينا من اتجاهات إقليمية ام دولية فإنها لا زالت تحمل هبة باردة وهبة ساخنة.... 
إلا ان منسوب المؤشرات التي تحمل على التفاؤل بدأ في التصاعد منذ إعلان حزب الله وتيار المستقبل عن استعدادها للحوار حيث بدا وكأن لبنان دخل مرحلة جديدة إذ ان هذا الإعلان يشير إلى ان هناك تقاطع سني شيعي و سعودي إيراني على تحييد لبنان عن الصراعات المذهبية وترتيبه نار الحروب التي تهب عليه في بعض الأحيان من دول الجوار وبالتالي دخوله في مرحلة من التبريد السياسي التي قد تفضي إلى تحقيق اختراقات تبدأ من ملف الرئاسة ولا تنتهي بملف العسكريين المخطوفين...
 واللافت أن اعلان النيات للحوار كانت له امتدادات إيجابية ليس فقط على الأمن والاستقرار في البلد إنما أيضا على مستوى العلاقات المسيحيةالمسيحية التي انتقلت فجأة من مرحلة التشنج والتصعيد والقطيعة وحرب المنابر التراشق الإعلامي إلى مرحلة التبريد والدعوات إلى التلاقي والتوصل وتقريب وجهات النظر للاتفاق على جدول أعمال مشترك و خارطة طريق تؤدي إلى إيجاد حلول للمشاكل المعقدة المتراكمة السياسية منها و الأمنية التي يرزح البلد تحت إعطائها وانوائها......
وهذا التطور الذي طفا فجأة على سطح الاحداث والتطورات والذي لم يكن في الحسبان تقاطع مع الجهود التي يبذلها البطريرك الراعي  ومنذ لحظة التائه موقع السدة البطريركية ووضع نصب عينيه جمع الأقطاب الموارنة وتذليل العقبات وإزالة العراقيل التي تحول دون تلاقيهم وبالتالي بذل جهودا استثنائية لدى هؤلاء القادة الموارنة من أجل الاتفاق على إيجاد مساحة مشتركة تعيد الوزن للصوت المسيحى وكذلك تعيد الاعتبار لدورهم الوطني..
بكل الأحوال فإن الحوار المرتقب بين حزب الله وتيار المستقبل واللقاء المأمول بين العماد عون و جعجع هما الرهان الوحيد على إخراج ملف الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة ووضع حد للشغور الذي طال أمد ه  .........

طانيوس علي وهبي.