لم تختلف الجلسة السادسة عشرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية عن الجلسات السابقة من حيث تعطيل النصاب تحت الشعار الذي يرفعه رءيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون وبدعم من حلفائه في فريق الثامن من آذار وخصوصا حزب الله والذي يحمل عنوانا واحدا لا سبيل إلى تغييره بسبب وقوعه تحت تأثير الظروف المحلية والإقليمية الضاغطة.. أنا او لا أحد. إلا أن ذلك لا يعني ابدا أن الفراغ الرئاسي بات أمرا واقعا لا سبيل للخروج منه وخصوصا في الصف المسيحي وتحديدا على مستوى المرجعية المسيحية في بكر كي. إذ ان الصرح البطريركي تحول إلى خلية نحل حيث يعمد المكتب الإعلامي إلى توزيع الأخبار والنشاطات الهامشية لسيد الصرح فيما اللقاءات المهمة والنشاطات الرئاسية تبقى بعيدة عن الإعلام.. الأقطاب الموارنة المرشحين للرئاسة العماد عون ورئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ورءيس حزب الكتائب أمين الجميل والنائب سليمان فرنجية زاروا بكر كي منفردين وعقدوا لقاءات ثنائية مع البطريرك الراعي بعيدا عن عدسات الكاميرات و تركزت على وضع المسيحيين وعلى الاستحقاق الرءاسي والهدوء ليونة ومرونة في التعامل مع هذا الاستحقاق... وهذا يعود ل شعورهم بالمسؤولية وعدم قدرتهم على تحمل مسؤولية تاريخية بتعطيل الاستحقاق وضرب الموقع الأول الموارنة في لبنان والشرق..  البطريرك الراعي  متفاءل بقرب صوغ اتفاق بين جعجع وعون أولا واسطرادا مع الجميل فرنجية... مصادر صحافية تشدد على ان شيء كبير حدث بعد لقاءات البطريرك مع الزعماء الموارنة يدعو إلى التفاؤل... وفي جانب آخر فقد ذكرت بعض المصادر إلى أن الفاتيكان بارك المبادرة الفرنسيه وسط اتفاق بين فرنسا و الفاتيكان على إنقاذ الدور الماروني في لبنان باعتبار أن الموارنة في لبنان هم أساس وجود مسيحيي الشرق و انطلاقا من قناعة فرنسا التي تريد لحلفاءها الموارنة ان يبقوا على الخريطة السياسية للشرق... وفي سياق آخر تنفي مصادر بكر كي ان يكون البطريرك قد دخل في لعبة الأسماء في لقاءه مع مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجيه الفرنسية جان فرانسوا جيرو لأن الراعي لا يسمح لنفسه ان يبحث في الأسماء المرشحة للرءاسة مع موفدين من الخارج...  وإلى تظهر بكر كي ارتباكا للدور الفرنسي خصوصا أن نجاح الراعي في مساعيه لإيصال رءيس للجمهورية بمساعدة فرنسية يعني أن دور بكر كي وفرنسا ما زال فاعلا وسط حديث عن تراجع فاعلية بكر كي وعدم قدرة البطريرك على تحريك الداخل اللبناني عموما والمسيحي خصوصا لانتخاب رءيس للجمهورية.........

طانيوس علي وهبي.