الرصاصة التي أطلقت على العسكري المخطوف الشهيد علي البزال لم تخترق قلبه فحسب او قلب أمه المكلوم او قلب أبيه المفجوع. فهما يعانيان مع باقي أهالي العسكريين المختطفين الاما تدمي القلوب ويعيشون كلهم على أمل أشبه بالتراب منه إلى الحقيقية. فمنذ معركة عرسال في الثاني من شهر آب الماضي واختطاف هؤلاء العسكريين الذين ينتمون إلى مذاهب متنوعة. فإن حياة الأهالي أقرب إلى التشرد منها إلى الحياة المستقرة فهم يتنقلون من منطقة إلى أخرى ومن شارع إلى شارع يقطعون الطريق هنا يتظاهرون هناك بناء لرغبة ومطالب الخاطفين الفوضوية والتي لم تستقر علي شيء محدد فيه متنوعة متصاعدة ولا تقف عند حدود معينة. وكان مما يزيد من هلع وخوف الأهالي أقدام هؤلاء الخاطفين المجرمين على ذبح ضحاياهم  او قتلهم تباعا بدم بارد وبطريقة وحشية تقشعر لها الأبدان وتبعث الرعب في القلوب الاشمئزاز في النفوس. فهؤلاء الإرهابيين الخاطفين لا يستهدفون العسكريين باشخاصهم ولايستهدفون طوائفهم ومذاهبهم سيما وأن فيهم السني والشيعي والدرزي والمسيحي وإنما يستهدفون المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها هؤلاء من جيش وقوى أمن وما تشكل من ضمانة للأمن والاستقرار في البلد وحماية لحد ده وصيانة لحرية أبناءه وسيادة شعبه على أرضه واستقلال الوطن عن أطماع الأعداء المتربصين به شرا.فهؤلاء العسكريين المخطوفين شاء القدر أن يقعوا فريسة لإصابات إرهابية تقديرية يخرج افرادهاعن فضاء الجنس البشري إلى عالم يخضع إلى مرويات من التعصب الأعمى والحقد الدفين يظهر ذلك من أشكالهم الغربية التي تظهر من خلال الصور التي يرسلونهاعلى وسائل التواصل الإجتماعي والإعلامي وهم يقدمون إلى أفعالهم الشنيعة بارتكاب المجازر الجماعية او بعمليات الذبح ضحاياهم المستهلكين لقد هم والعاطلين حتى عن مجرد التعبير عن وخوفهم ووضعهم. كل ذلك والدولة اللبنانية تقف أمام هذه المشاهد المريعة ولكافة مؤسساتها وأجهزتها مرتبكة وعايزة عن اتخاذ قرار حاسم وحازم يفيض إلى تحرير هؤلاء الضحايا من أيدي جل لديهم وتخليصها من عمليات القتل والذبح التي تتوالى تباعا منذ يوم اختطافهم. سيما وأن أطراف النزاع في البلد تتانتشهم مصالحهم الخاصة والغنية يخضعون لمشاريع سياسية وحزبية وطائفية ومذهبية تجعل من الصعوبة بمكان التوحد على اتخاذ القرار المناسب الذي ينهي هذه المأساة الوطنية بامتياز.. الرصاصة التي قتلت الشهيد علي البزال فإنها استهدفت قلب الوطن وقلب المؤسسة العسكرية قبل أن تستقر في قلبه.........

طانيوس علي وهبي