كاد النائب حسن فضل الله ان يقع ارضا في قاعة الاستقبال بمطار رفيق الحريري الدولي وهو يحاول جاهدا شق الصفوف والتدافع  للوصول الى جنب نائب الرئيس العراقي الحالي ورئيس الوزراء السابق نور المالكي، في حين نجح ممثل الأمين العام السيد حسن نصرالله الشيخ محمد كوثراني بالمحافظة على موقعه بالجانب الأيمن للمالكي وبقي متلاصقا بكتفه بدون أي مزاحمة تذكر، لعل " قدسية " العمامة على رأسه، كفته شر التدفيش او يمكن الصّفة التمثيلية كان لها دور بالموضوع والله اعلم

وان كان من غير المعلوم الأسباب الموضوعية للحماسة الطفولية عند وفد حزب الله والجهد الكبير الذي بُذل منهم لملامسة جسد المالكي وهل هي لتحصيل التبريكات كون الوافد الى بلادنا، قادم من ارض  العراق وما تحوي من مقامات للائمة الاطهار، او بهدف ابعاد النائب علي  بزي ورفيقه قبلان قبلان الذان  بديا ( يا حرام ) وكأنهما غير مرحب  بهما، وكأنهما حضرا الى عرس الاستقبال هذا من دون دعوة مسبقة !

المهم، فقد نجح حزب الله نجاحا باهرا بالاستفراد الكلّي  بالضيف العراقي،  منذ لحظات وصوله الى مطار بيروت وما تبع ذلك من عشاء مع الأمين العام وزيارة سياحية الى معلم  مليتا السياحي،  فصار واضحا حجم الاهتمام الاستثنائي من قبل حزب الله وإعلام الجميع بعد ذلك  ان الزيارة انما هي مخصصة  حصرا له أولا وأخيرا،  وربما لاحقا ستشمل جولة على باقي فاعليات البلد

يبقى ان الملفت بالموضوع هو ان زيارة المالكي هذه فضلا على انها تأتي بعد خلعه من منصبه كرئيس للوزراء والذي دام فيه ثماني سنوات، هو ما سبقها من اخبار فساد واتهامات بسرقة مليارات الدولارات من اموال الشعب العراقي، وكان اخر هذه الاخبار والروائح الكريهة المتعلقة بسلوكيات المالكي هي فضيحة 50000  اسم وهمي لجنود عراقيين موزعين على أربعة فرق من الجيش العراقي الذي كان المالكي بموقعه يشكل قائدا للقوات المسلحة ،

ولعل هؤلاء الخمسون الف جندي هم الذين كانوا موكلين من قبل المالكي بحماية الموصل ومعظم محافظة نينوى وما فيهما من مراكز عسكرية ومخازن وبنوك ومكاتب حكومية وتسلمتها داعش بدون أي عناء يذكر، هذه الاتهامات التي تساق للمالكي لم تأتي اليه من الخصوم والاعداء، وطبعا المقصود بالاعداء هنا هم سنة العراق حصرا، وانما جاءت على لسان رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي وبشكل لا يحتمل أي مجال للشك لانها تطلق وتذاع بشكل علني وبمؤتمرات صحفية على رؤوس الاشهاد

وهنا بالذات يطرح السؤال الكبير عن سر هذه الحفاوة المميزة التي لقيها المالكي من قبل حزب الله والاشادة المميزة به مع العلم بكل اخفاقاته وما سببته سياساته وادارته من مآسي للشعب العراقي وللمنطقة اجمالا، وهل كان أداء المالكي في العراق هو بالتعاون والتضامن والتكافل المسبق مع حزب الله وبتكليف " شرعي " من الولي المشترك لهما فتكون بذلك كل تلك المليارات والاسماء الوهمية المجهولة المصير عند العبادي انما هي معروفة لدى حزب الله ؟؟

وبالتالي فان الإحاطة التي شهدناها وتلمسناها لم تكن بالحقيقة هي من اجل المالكي شخصيا، وانما بوصفه المكلّف بما كان يدرّ عليهم  معايشهم !!!!!!!!