احتفلت السفارة الايرانية في بيروت بذكرى مرور عام على التفجير الارهابي الذي استهدف السفارة وذهب ضحيته عدد من الشهداء وحاولت السفارة من خلال هذا الاحتفال اعادة الحديث عن كونها من ضحايا الارهاب الذي يضرب المنطقة ابتداء من لبنان مرورا بسوريا ثم العراق, وحشدت السفارة في احتفالها هذا مجموعات كبيرة من المؤيدين والمناصرين في لبنان وأخفقت إلى حد كبير في استيعاب النسيج اللبناني بالكامل حيث اقتصر الحضور على رعاياها من فريق 8 اذار وعلى البعض ممكن يتقاضون رواتبهم وموازناتهم من ايران وبالتالي غابت عن الاحتفال شرائح كبيرة من اللبنانيين كان من المفترض ان تكون الجمهورية الاسلامية الايرانية عبر سفيرها الجديد في لبنان قد التفتت الى الخلل الديبلوماسي الحاصل منذ تولي السفير السابق غضنفر ركن أبادي بحصر علاقاتها مع فريق واحد من الافرقاء اللبنانيين ,وإن هذا الخطأ الذي تمارسه الجمهورية الاسلامية في لبنان وباستمرار ينعكس في نتائجه على انتقاد السياسة الايرانية المعتمدة في لبنان والتي كان من المفترض تجاوزها مع وصول السفير الايراني الجديد محمد فتحعلي لذا فإن السفير الجديد مدعو لإعادة النظر بهذه السياسات وعدم الانسياق بشكل دائم لسياسات وإملاءات حزب الله واعتبار السياسية الايرانية في لبنان سياسة مستقلة عن توجهات وسياسات حزب الله قدر الامكان حتى لو كانت الاهداف بين الطرفين واحدة إلا أن إيران كدولة لا يمكنها العمل وفق توجهات واجتهادات حزبية محلية .
وفي هذا السياق فقد اخطأت الجمهورية الاسلامية الايرانية في التعاطي السياسي مع الواقع اللبناني وهي إلى اليوم لم تستطع أن تكون الجهة الحاضنة لكافة الافرقاء اللبنانيين وهي بسياساتها المعتمدة في الشأن اللبناني أبعدت الكثيرين من أصدقائها عنها ولم يُعلم ما اذا كانت سياسات السفارة هذه بتوجيهات من وزارة الخارجية في طهران أم أنها مجرد اجتهادات قام بها السسفير السابق غضنفر ركن أبادي .
ومع وصول السفير الجديد يؤمل أن تعيد السفارة الايرانية النظر في السياسات المعتمدة على هذا الصعيد بما يضمن للجمهورية الاسلامية دورا أكبر في الشارع اللبناني يقوم على التعاطي بطريقة واحدة مع كل الافرقاء اللبنانيين وان تكون الجمهورية الاسلامية على مسافة واحدة من جيمع الاطياف السياسية في المجتمع اللبناني .