ليس مفاجئاً ان يقف نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الكاثوليكي ومثير الفضائح ويعلن انه صهيوني، فكل سياساته ومواقفه حيال القضية الفلسطينية والمنطقة العربية عكست دائماً أنحيازه وأفكاره المتصهينة البغيضة. لكن ان يختار الاعلان الآن عن "صهيونيته" على حافة مؤشرات إنفجار جديد في القدس نتيجة التعديات الاسرائيلية على المسجد الاقصى والاستمرار في سياسة الاستيطان، وتدمير آخر فرص التسوية السلمية، فهذا يعني انه يتجاوز في تصهينه وعنصريته، صهيونية نتنياهو وعصابة القتلة التي تتمادى في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك ضد المصالح الاميركية وكل شعارات واشنطن عن العدالة وحقوق الإنسان. جو بايدن ليس المتصهين الوحيد في الادارة الحالية ولا في الادارات التي سبقتها، لكن الفرق بينه وبين غيره انه وقف بصلافة ليضع اصبعه في عيون الفلسطينيين والعرب والدول التي اعترفت أخيراً بحق الفلسطينيين في الحصول على دولتهم وفق قرارات الشرعية الدولية، التي داسها بايدن لأن الصهيونية تنكر حق الفلسطينيين في وطنهم وأرضهم. بايدن الكاثوليكي ينقل عن والده القول انه "ليس شرطاً ان أكون يهودياً لأصبح صهيونياً، وهذا انا. انني أرى ان اسرائيل تعتبر ضرورية لأمن اليهود في العالم"، بمعنى القول هذا انا فريسي سياسي أعمى أخلع رداء الكثلكة وأواصل صلب المسيح سياسياً في فلسطين. على هذا الأساس ليس غريباً ان تكون صهيونيته الحمقاء هي التي دفعته قبل اسابيع الى الوقوف امام طلاب جامعة هارفرد لتوجيه اتهامات عشوائية الى حلفاء اميركا في المنطقة بأنهم ساعدوا الارهابيين والمتطرفين، وهو ما أثار موجة من السخط والاستياء دفعته الى تقديم سلسلة توضيحات واعتذارات الى تركيا والسعودية ودولة الامارات. ولأن بايدن تربى، على ما يبدو، على والد متصهين، لم يكن غريباً ان يعكس دائماً المآرب والأهداف الصهيونية بدليل انه بعد احتلال اميركا للعراق عام ٢٠٠٣، سارع الى تسويق فكرة تقسيمه الى ثلاث دول: كردستان في الشمال ودولة شيعية مرتبطة بإيران في الجنوب ودولة سنيّة في الوسط. ومعلوم انه بعد انهيار الجيش العراقي امام "داعش" والإرهابيين قبل ثلاثة اشهر تقريباً، تجددت نظرية بايدن حول تقسيم العراق. وفي هذا السياق، ليس خافياً ان اسرائيل والصهيونية تسعيان دائماً الى تمزيق المنطقة العربية وجعلها مجموعة من الدويلات الضعيفة، ولطالما بدت عملية احتلال اميركا للعراق عام ٢٠٠٣ مقدمة لدفع المنطقة في أتون التقسيم. بايدن ليس المتصهين الوحيد في الادارة الاميركية، فالمتعامون عن جرائم اسرائيل، وفي مقدمهم أوباما، متصهينون أيضاً، لكن الفرق ان بايدن ثرثار فضائحي!