ما هي المؤشرات السياسية والميدانية التي تحملها دعوة المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا تجميد القتال في حلب ؟ وما هي النتائج المترتبة على ذلك فيما لو وافق طرفي النزاع في سوريا على هذه المبادرة ؟ وهل تعتبر هذه الخطة من الامم المتحدة مؤشر لبداية الحل السياسي للأزمة السورية المستمرة منذ ما يقارب الاربع سنوات ؟
أسئلة كثير تطرح مع اقتراح المبعوث الأممي فإن هيئة الامم المتحدة ماضية في هذا الاتجاه وبحثت جديا مع النظام السوري بنود خطة تتعلق بتجميد القتال في حلب و من جانبها اعلنت الحكومة السورية اهتمامها ومتابعتها لهذا الاقتراح وأعلنت استمرار التواصل مع المبعوث الاممي لبلوغ هذه المبادرة اهدافها  .
وتتلخص أهداف هذه المباردة بعودة الاستقرار الى مدينة حلب وتامين الخدمات اللازمة وعودة الحباة الطبيعية في المدينة وتسهيل وصول المساعدات الانسانية إلى أهالي المدينة .
من جهته شرح المبعوث الأممي دي ميستورا الملامح العامة لاقتراحه هذا ونتائج مباحثاته مع الحكومة السورية حول هذا الاقتراح وقال
وقال في مؤتمر صحافي في دمشق قبيل مغادرته لقاءاتي هنا مع الحكومة والرئيس الأسد منحتني شعورا بأنهم يدرسون بجدية كبيرة اقتراح الأمم المتحدة، مضيفا أن الرد الأولي للحكومة السورية يعبر عن اهتمام، اهتمام بنّاء.
وأشار الى أن الجانب السوري ينتظر اتصالنا بالأطراف المعنية الأخرى، والمنظمات الأخرى والناس والأشخاص الذين سنتحدث إليهم من اجل ضمان إمكانية المضي بهذا الاقتراح إلى الأمام . وقال اعتقد أن اقتراح الأمم المتحدة المتعلق بتجميد القتال من أجل حلب هو اقتراح متماسك وواقعي .
وأوضح دي ميستورا بعض النقاط المتعلقة بهذه الخطة  وهي الحاجة للتركيز على التهديد الحقيقي للإرهاب كما حدده قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. ثانيا لخفض العنف. ثالثا، من خلال خفض العنف نحاول الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس الذين يعانون من هذا الصراع المستمر في داخل سوريا وفي خارجها، آملين أن نخفف معاناتهم ونجعلها لبنة في اتجاه بناء لحل سياسي .
وحول إمكانية التوصل إلى حل سياسي سلمي مع استمرار الدول الغربية والعربية بدعم المسلحين في سوريا، قال دي ميستورا إن «الجميع يشعر أنه آن الأوان للتركيز على المعركة ضد إرهاب داعش والنصرة، ومنح الأولوية للحل السياسي وليس العسكري.
وأشار إلى انه جرى اختيار حلب بسبب أهميتها الاقتصادية ورمزيتها التاريخية. وقال إن حلب ليست بعيدة عن احتمال الانهيار، وعلينا أن نقوم بشيء قبل أن يحدث ذلك . وأكد أن اقتراحه ليس بديلا عن الحل السياسي، لكنه يدفع الأمور في هذا الاتجاه.
وكان دي ميستورا قال، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية إن التهديد المشترك الذي يمثله مقاتلو الدولة الإسلامية (داعش) على كل فصائل سوريا المتنازعة ربما يساعد على حمل الحكومة والمعارضة المسلحة على عقد اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار، مضيفا أن الدولة الإسلامية يزعزع استقرار الجميع.
وفي رد أولى من الجماعات المسلحة على الاقتراح الاممي قال قائد المجلس العسكري للجيش الحر في حلب العميد زاهر الساكت لقد رفضنا التفاوض مع النظام، ورفضنا الاستماع إلى مبعوث الأمم المتحدة لتجميد القتال في حلب، قبل تحقيق الشروط الأربعة التالية: تسليم مجرمي الحرب الذين استخدموا الكيميائي على السكان المدنيين، وخروج المليشيات الإرهابية الطائفية من سوريا، وإيقاف براميل الموت والطائرات، والإفراج عن المعتقلين من سجون الإرهابي بشار الأسد وخاصة النساء.
وبانتظار أن تتوضح أكثر نتائج المشاورات حول هذا الاقتراح ومدى الفرص المتاحة للاتفاق عليه وتطبيقه فإن السؤال المطروح بجدية في هذه المرحلة هو هل بدأ العد العكسي لانتهاء الازمة السورية  والاجابة على هذا السؤال رهن النتائج التي يتم الوصول إليها حول هذه الخطة .

كاظم عكر