يوصل الشيخ صباح الأحمد الليل بالنهار لتسوية الخلافات التي تعصف بالعلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي. الاثنين، بعد تأجيل اجتماع وزراء الخارجية في الدوحة، بدا ان القمة قد تكون مهددة بالتأجيل، في ظل الحديث عن عدم التزام قطر اتفاق الرياض الذي وافقت عليه ووعدت بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية وبوقف حملاتها الاعلامية دعماً لـ"الاخوان المسلمين" وخصوصاً في مصر! أمير الكويت الذي اختارته الامم المتحدة قائداً انسانياً، يستميت لمنع انهيار القمة، وخصوصاً وسط الظروف الدقيقة التي تعيشها المنطقة، وكان اصلاً المهندس الذي وضع أسس خطوط "اتفاق الرياض" لإنهاء الخلافات، التي سبق لها ان ادت الى سحب سفراء السعودية والامارات والبحرين من الدوحة . الشيخ صباح أنقذ القمة الخليجية الاخيرة عندما قام بزيارة مفاجئة الى الدوحة واصطحب الشيخ تميم الى الرياض، حيث عقدت قمة ثلاثية مع خادم الحرمين الشريفين، وفتحت ما بدا انه صفحة جديدة بين الرياض والدوحة، إذ قام امير قطر بزيارتين الى السعودية، كما زار الأمير متعب بن عبدالله الدوحة في 5 حزيران الماضي! الشيخ صباح عميد الديبلوماسية العربية لنصف قرن لا يستسلم ولا يلين. الاسبوع الماضي زار الرياض والتقى الملك عبدالله، وأول من امس كان على اتصال هاتفي معه، ونهاية الاسبوع طار حاملاً ديبلوماسية المكوك وهبط رافعاً حكمة الروية وتباحث رافعاً راية الأخوة، مع الشيخ تميم في الدوحة، ثم مع الشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد في الامارات، ثم ملك البحرين حمد بن عيسى، وقد اصطحب معه وزير خارجيته الشيخ صباح الخالد والامين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني! والذي نجح في ترتيب "قمة التعاون العربي - الافريقي" و"قمة التعاون العربي - الآسيوي" ومؤتمرين للدول المانحة، وقمة المصالحات العربية قبل اعوام، لن يرضى قط بترك قمة اهل البيت الخليجي الواحد تتعثر وتفشل . لهذا لا أتردد في الافتراض ان الشيخ صباح يسعى الآن، بعد الحديث عن مشاورات لنقل القمة من قطر الى السعودية دولة المقرّ، الى إقناع الأخوة الخليجيين بأن الافضل ان تقوم الكويت التي ترتبط بعلاقة ممتازة مع الجميع، باستضافة القمة استثنائياً لأن انعقادها في ضيافتها يشكل انقاذاً لها من الإنفراط . الإمارات والبحرين سحبتا منتخبيهما من بطولة كأس العالم لكرة اليد التي تجرى في قطر، ومن غير المتوقع ان تشاركا في القمة اذا عقدت في الدوحة، وعُمان تصرّ على عقد القمة في الدوحة، بما يعني انها وقطر لن تحضرا القمة اذا نُقلت الى الرياض ... وعلى هذا الاساس ليس كثيراً القول ان القائد الانساني ساهر على حماية البيت الخليجي وجسور التفاهم بين أبناء الأسرة الواحدة .