اذا ما كان مفهوما الرغبة في التمديد للمجلس النيابي الحالي عند تيار المستقبل، واسبابه التي لا تكاد تخفى على احد، إن بخلفية الشح المالي الذي يعاني منه التيار الأزرق والذي أدى به لاقفال الكثير من مراكزه الصحية والاجتماعية، او بسبب ما يتعرض له من اجتياح للتيارات المتشدد والتي باتت تشكل له منافسا حقيقيا على ارض ملعبه في الساحة السنية  بسبب مياعة مواقفه من جهة ورعونة مواقف خصومه من جهة أخرى

انما ما هو مبهم بهذا التمديد يبقى حماسة حزب الله له، بالرغم من ضمانته المتوقعة لحصد كامل حصته الانتخابية، ويقينه المطبق من استمرار بقاء نواب كتلة الوفاء للمقاومة على كامل مقاعدهم

وهنا لا بد من الإشارة الى الذين يقولون بوجود خشية عند الحزب  بسبب تراجع شعبيته " الانتخابية " مما شكل دافعا تبريريا له اجبره على القبول بالتمديد بانهم واهمون حتما وغير موضوعيين بالخصوص في ظل ما نعيشه من أجواء مذهبية متشنجة استطاعت الدعاية الحزبية بشد عصبها الى ابعد الحدود

فكان يكفي على حزب الله خوض الانتخابات النيابية لو حصلت تحت شعار " يا لثارات الشيعة " حتى تنهمر الأصوات الطائفية في صناديقه من كل حدب وصوب وتضمن له ولحليفته امل بشكل كبيرعودة ميمونة حتى للنائب التاريخي عبد اللطيف الزين من جديد، وان كان هذه المرة ليس كمقاوم باب اول، وانما كحامي حمى الشيعة والتشيع،

لذا فانا اعتقد ان الأسباب المحتملة خلف قبول حزب الله بالتمديد، انما تعود أولا الى خوفه الأمني،  فاذا كان بمقدور الحزب فرض الرعاية الأمنية حول تجمعاته الخاصة بمجالس العزاء وغيرها وفرض تدابير امنية مشددة يتولاها جهازه الأمني الخاص الذي لا يثق الا به والذي اثبت جدواه الى حد كبير، فهذا ما لا يستطيع فرضه على التجمعات الانتخابية والا فان التشكيك بصدقية نتائج الانتخابات ستكون امرا مشروعا  لانها تمارس تحت صطوة السلاح غير الشرعي وتصور النتائج وكأنها مفروضة فرضا على الناخبين،

الامر الثاني الذي يريد الحزب تجنبه هو وجود اكثر من " خالد ضاهر" واحد داخل قبة البرلمان ، او أي تعديل قد يطرء على معالم اللعبة الداخلية سنيا او مسيحيا، وبالتالي فان المحافظة على عناصر المشهد السياسي الحالي بدون أي تعديل ولو بسيط هو بحد ذاته يعتبر مكسب يجب المحافظة عليه

يضاف الى ما تقدم ان فكرة الديمقراطية عند حزب الله كما عند كل الأحزاب والحركات الإسلامية ما هي الا رجس من عمل الشيطان يجب تجنبه اذا ما كان لذلك من سبيل، وعليه فاذا لن تكن الانتخابات تمثل خطوة إضافية لتكريس وتقوية نفوذهم وتدعم مشروعهم وتحقق مصالحهم فالاولى حينئذ هو تركها ... والاحوط وجوبا حينئذ هو التمديد .