في ظلّ الوضع الإقليمي المتدهور والحروب الدائرة في أكثر من بلد عربي ولاسيما في سوريا والعراق كان المراد أيضاً أن يكون لبنان في دائرة الإستهداف الإرهابي والتكفيري، لكنّ العناية الإلهية حمت هذا البلد الجميل رغم الإهمال الرسمي له، وحالت دون تحقيق الإرهاب لأهدافه التي كان يرسمها في الأيام القليلة المقبلة. فالحسم العسكري السريع الذي نفذه الجيش اللبناني ضد المجموعات الإرهابية في طرابلس أفسد خطّة داعش والنصرة في لبنان. وما المداهمات التي قام بها الجيش أمس وعثوره على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والكميات الكبيرة من المتفجرات إلا خير دليل على الشر الذي كانوا يعدونه لطرابلس ولبنان، والخطة كانت ان تُفتح المعركة في طرابلس ثم في صيدا والبقاع الغربي بهدف إلهاء الجيش والحدّ من قدراته على مواجهة هذا العمل الذي لو نجح فيه الإرهابيون لكان لبنان اليوم في مهب الريح، غير أنّ هذا النجاح العسكري والأمني للجيش لا يدعو الى الإسترخاء، فيد الإرهاب ما زالت متغلغلة في المناطق اللبنانية، إذ أبدت مصادر أمنية واسعة الإطلاع تخوفها من عودة السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة الى الساحة اللبنانية ذلك أن المشروع التكفيري بإقامة إمارة في الشمال قد سقط ولم يعد أمام هذا المشروع إلا اللجوء إلى هذه الأعمال الإجرامية الجبانة. وتشير المعلومات الأمنية إلى أن الخلايا النائمة ما زالت تنتظر الإشارة، إذ تحدثت معلومات صحافية أن هناك ما يقارب ثلاثة آلاف بين لبناني وسوري ينضوون تحت لواء هذه الخلايا، وتؤكد المصادر الأمنية أن الإجراءات الأمنية في الفترة الأخيرة مستندة الى معلومات مؤكدة من تجهيز سيارات مفخخة وتدريب نساء على عمليات إنتحارية، وتمّ اعتقال واحدة منهن هي خديجة حميد من عرسال التي اعترفت بالتحضير للقيام بعملية انتحارية.

وتتابع المصادر الأمنية الواسعة الإطلاع أن خلايا كانت ستتحرك في مجدل عنجر وجرود عرسال ومحيط مخيمات بيروت وشبعا بالتزامن مع تفجير الأوضاع في طرابلس، غير أن تحرك الجيش السريع أحبط هذا المخطط.

لذا فالمطلوب اليوم أن تشدد العين الساهرة، وأن تبقى عيون الأمن مفتوحة على كل الإحتمالات ذلك أن هؤلاء التكفيريين لن يستسيغوا هذه الهزيمة بسهولة وهم أشبه بالأفعى المضروبة على رأسها لكنها لم تمت وراحت تلطِشُ يميناً ويساراً فحذار ثم حذار الإسترخاء الأمني في ضوء ما يخبَّأُ لهذا البلد الذي نأمل من مسؤوليه مزيداً من الوعي والتضامن والتماسك لمواجهة هذا الإرهاب التكفيري.