من ام العروبة الى سويسرا الشرق نفس المجرم ونفس الضحية . من سيناء ارض الكنانة الى طرابلس الفيحاء ,الارهاب واحد والمستهدف واحد .من سيناء مصر الى طرابلس لبنان يد الاجرام ترتدي قفازات الشريعة وتستهدف الشرعية التي تحمي الوطن والمواطن . في سيناء مجموعات ارهابية تحمل في عقلها فكرا تكفيريا وفي يدها سكينا اجرامية وتستهدف مواقع عسكرية فتدمرها وتقتل من فيها وكذلك في طرابلس مجموعات ارهابية مسلحة تستهدف دوريات للجيش بالقتل والخطف . فمع المسافات الجغرافية التي تفصل بين هذه الجماعات الارهابية ونشاطها وتحركها والتي تعد بالاف الاميال , لكن ثمة قواسم مشتركة تجمعها , وتبدأهذه القواسم بالمظهر الديني الذي تختبىء وراءه هذه المجموعات والتي تتسلح بفتاوى من عقول صماء نشأت في كهوف الزمن الغابر تحاول ان تستحضرها اليوم لتملىء بها عقول شباب فارغة وجاهلة ,مستغلة اوضاعهم المعيشية والاجتماعية الصعبة وتعبىء قلوبهم ونفوسهم المريضة بالحقد والكراهية ضد الانسان والانسانية حتى تستسهل الاجرام من قتل وذبح دون وازع من ضمير بشري ودون ان يرف لها جفن مستخدمة بعض المفردات الدينية مما يوحي بانها تسعى الى تطبيق الشريعة الاسلامية , لكن ارتكاباتها تؤكد على انها العدو الاول والاساسي للاسلام ولكل الرسالات السماوية خصوصا وان ممارساتها الاجرامية تطال الشرعية التي تحمي الوطن والمواطن . وتشابه الاساليب التي تستخدمها هذه الجماعات الخارقة للعقل والدين والمنطق تؤكد على انها تنتمي الى مرجعية واحدة تستقي افكارها الهدامة من مدرسة واحدة , وان مصدرا واحدا هو الذي يحرك هذه الجماعات ويؤمن لها مصادر تمويل طائلة بحيث تمكنها من اختراق بعض المجتمعات لاستقطاب بعض الفتية المضللين والمطلوبين للدولة والخارجين على القانون والمحتاجين الى غطاء امني ومالي يجنبهم الفقر ويحميهم من ملاحقات الدولة . على ان اخطر ما يجمع هذه الجماعات هو استهدافها للمؤسسة العسكرية ,ففي سيناء تولت مجموعة من هؤلاء الارهابيين استهداف مركز تابع للجيش المصري وقامت بقصفه والهجوم عليه مما ادى الى قتل اكثر من ثلاثين جنديا ومثلهم من الجرحى مما اثار موجة من الاستنكار في الاوساط الشعبية والرسمية والعسكرية والسياسية لهذا الاعتداء الغادر على رمز الشرعية المصرية المتمثلة بالقوات المسلحة, ما دفع بالرئيس المصري الى توجيه اتهام مباشر الى جهات خارجية بتمويل هذه الجماعات المتطرفة وتزويدها بالسلاح وتحريكها وبالتالي لجأت السلطات المصرية الى اغلاق معبر رفح الفاصل بين سيناء وقطاع غزة . وكذلك في عاصمة الشمال اللبناني طرابلس وفي محيطها والجوار تستهدف عناصر من هذه الجماعات مراكز للجيش اللبناني يالقصف والقتل والخطف الامر الذي ادى الى تحرك الجيش بعملية واسعة لاستئصال هؤلاء الارهابيين الذين يهددون الامن والاستقرار في البلد مما ادى الى وقوع العديد من العسكريين والمدنيين بين شهيد وجريح وبالتالي ادى الى تدمير الكثير من الاوكار الارهابية وقتل عناصرها. ومن الطبيعي ان كافة شرائح المجتمع اللبناني تستنكر بشدة اي اعتداء على المؤسسة العسكرية وتقف خلف الجيش ضد الارهاب والتطرف . وبديهي القول ان العنف والاجرام الذي ترتكبه هذه المجموعات المتطرفة تؤدي الى اتساع مروحة الاعداء لها مما يؤمن غطاءا شعبيا ورسميا واسعا للمؤسسة العسكرية الشرعية لاستئصال هذه المجموعات الارهابية والتي تعتمد شريعة الغاب ولبس شريعة الاسلام او اي دين سماوي آخر سبيلا لسلوكه .