في كل مهمة يقوم بها الجيش اللبناني سواء في عرسال أو غيرها يتبارى بعض السياسيين ورجال الدين في لبنان إلى التطاول على الجيش والمؤسسة العسكرية ليبدأ بعد ذلك سيل الاتهامات للجيش اللبناني يمينا وشمالا تحت ذريعة الطائفية والمذهبية والاعتداء على أهل السنة ,فيما تستجيب بعض القوى السياسية النافذة للحد من إجراءات الجيش وتقييد حركته تحت شعار الفتنة المذهبية , هذا الشعار الذي بات يتخذ ذريعة سياسية لحماية الجماعات الارهابية المسلحة والدفاع عنها من قبل جهات وتجمعات وهيئات  سياسية ودينية .
وإن ما حصل يوم أمس بعد قيام الجيش اللبناني ببعض الإجراءات في عرسال ومحيطها يؤكد النوايا السيئة تجاه الجيش والمؤسسة العسكرية من جهة والإصرار على حماية المسلحين من إرهابيي داعش وجبهة النصرة من جهة ثانية تحت ذريعة حماية النازحين السوريين وتحت ذريعة حماية أهل السنة ,وإن إطلاق التصريحات من قبل بعض السياسين وبعض رجال الدين تجاه ما حصل يأتي في سياق الحد من إجراءات الجيش اللبناني تجاه المجموعات الارهابية المسلحة وقد باتت هذه التصريحات مكشوفة في اهدافها ودوافعها ,ولم يعد مقبولا أن يبقى شعار الفتنة المذهبية أو الإعتداء على أهل السنة الشماعة التي يتلطى خلفها بعض المشايخ لحماية المجموعات الارهابية المسلحة وللحد من الإجراءات الدفاعية التي يقوم بها الجيش اللبناني سواء في عرسال أو في طرابلس أو في اي مكان من لبنان .
وإن استهداف الجيش بشكل دائم عند كل مهمة يقوم بها من قبل هيئة علماء المسلمين وغيرها من بعض السياسيين يؤكد اللوثة الداعشية والإرهابية التي تطبع تحركاتهم وتصريحاتهم خصوصا وأننا لا نسمع لهم صوتا ولا تصريحا عند  الإعتداءات الدائمة التي يتعرض لها الجيش في عرسال أو في طرابلس, وهل برأي هؤلاء أن الجيش اللبناني يجب أن يكون هو الضحية دائما ؟ ألسيت الاجراءات التي يقوم بها الجيش هي للدفاع عن نفسه بوجه الإرهابيين ؟ ماذا عن الإعتداءات اليومية التي يتعرض لها الجيش في الشمال ؟ .
إن هذه الاسئلة وغيرها الكثير يجب ان تطرح على هيئة علماء المسلمين بالدرجة الأولى وبعض الدواعش السياسيين في لبنان لكي لا تتكرر مأساة عرسال التي لا يزال لبنان يعيش تداعياتها حتى اليوم .
وإن الاتهامات التي تساق ضد الجيش تحت ذريعة الإعتداء على النازحين السوريين كشفت زيفها بعد انكشاف عدد كبير من المجموعات المسلحة التي كانت تحتبيء في مخيمات النازحين السوريين ومن حق الجيش اللبناني الدفاع عن نفسه وعن الوطن وهو ليس بحاجة إلى إذن من أحد .
وللعلم فإن ما أرودته اليوم صحيفة السفير
عن رصد مخابرات الجيش اتصالات اجرتها المجموعات المسلحة التابعة لـ«النصرة» و«داعش» تدعو بعض المجموعات المتطرفة في الشمال والبقاع والعاصمة ومخيمات الجنوب إلى استثمار الدعوة التي أطلقتها «هيئة العلماء المسلمين» اليوم بعنوان «جمعة رفض ذبح عرسال».  أليس ذلك مؤشرا على تواطؤ هؤلاء مع المسلحين  وثمة أسئلة كثيرة  يطول ذكرها  .

كاظم عكر