بانت دعوات قتال داعش في سورية والعراق ليست مزحة دولية من قبل المجتمع الدولي والجامعة العربية ودول اقليمية . ولكنها مثيرة للجدل وللقلق وللشك المشروع,  لفقدان التوازن بين جهة محدودة بكل شيء وبين جهات مالكة لكل شيء , لذلك تلوح علامة استفهام كبيرة حول كثير مما نسمع عن تدابير دولية لانهاء داعش التي باتت خطراً حقيقيّاً على الكون البشري برمته .

لا أعرف حجم داعش كيّ ينبري العالم كله لقتالها فالغرب اجتمع وسيجتمع في باريس لاتخاذ المناسب ضدّها بعد أن رصدت الولايات المتحدة الأمريكية خطوات أولية وقامت بضرب أهداف داعشية في العراق. والنبيل العربي صرّح بأن الجامعة العربيةوبعد اجتماعها المخصص لدراسة ظاهرة داعش . على استعداد دائم للتعاون بهدف قتال الداعشيين وايران أبدت حرصاُ غير مسبوق على التعاون الدولي بهدف التوصل الى ضرب بنية الارهاب وكذلك أعلنت اسرائيل جهوزيتها للردَ المناسب على العدو الدولي والمهدد لسلمه الأهلي من خلال انضمامها لدول الحراك ضدّ الارهاب الداعشي .

حتى أحزاب متواضعة أعلنت حضورها الطوعي لقتال داعش نصرة منها لقضية الاعتدال على الارهاب وقالت بسهولة النيل من شُذاذ آفاق قادرين على ردّ غيّهم الى كهوفهم .

حتى الآن لم يبقى أحد خارج المشهد أو المعركة القادمة على داعش فكل الدول قدّ جهزت نفسها وسلّت سكينها للاقتصاص من القتلة والمجرمين من جماعة الارهاب القاعدي .

وزير خارجية أمريكا جون كيري يزور المنطقة بحثاً عن دعم وتأييد عربي للحرب على داعش وأمست تصريحات الولايات المتحدة في هذا المجال أكثر من ملحة كونها تستشعر خطر جماعات قادرة على احداث فجوات في السلم العالمي .

اذاً نحن أمام شبكة تحالفات جديدة مبنية على اعتبار الارهاب مصدراَ من مصادر النيل من السلم الاقليمي ودعوة مستفزة للنخب السلطوية العربية

فلشعوبها قابلية التأثر بأفكار داعش . من هنا التقى الأخصام  وتنادوا جميعاً للنيل منها وكل على هواه . ربما يكونوا جادين في مبتغاهم وربما يكونون في تجارة مع الارهاب لتحقيق مكاسب في السياسة سواء في العراق أو في سورية طالما أن الأسباب الموجبة لذلك باقية ومستمرة .

الانتظار وحده من سيحسم الموقف فهل تكون المخاوف من داعش حقيقية أم وهمية ؟ وهل ما نراه مجرد حشد لتعقيد الأزمة لا لتدبيرها ووضع ما يتناسب معها من حلول ؟ الاجابة قيد الانتظار .