في مدلهم الوضع العربي المأزوم ستشرق اليوم شمس الكويت وصباحها من قمة العالم، وتحديداً من شرفة الشرعية الدولية في الامم المتحدة، التي اختارت ان تفتتح جمعيتها العمومية بحدث فريد يتوّج الكويت، اميراً ودولة، منارةً مضيئة للعرب وقدوةً انسانية للعالم، ودرساً في اهمية بناء علاقات الشعوب على القيم الانسانية، التي بمقدار ما جفّت ينابيعها في العالم بمقدار ما تدفقت جداولها من الكويت.
عندما تكرس الأسرة الدولية بعد ساعات قرارها بتسمية دولة الكويت "مركزاً انسانياً عالمياً"، وتسمية أميرها الشيخ صباح الاحمد الصباح "قائداً انسانياً"، لن يكلل الغار الكويت وأميرها فحسب، فكثير من الغار للعرب في هذه الساعات الصعبة، وكثير من الدروس للقادة عن أهمية ان تكون الأنسنة بمعناها النبيل قاعدة للسياسات والقرارات في الدولة الواحدة والإقليم الواحد والعالم الانساني الواحد.
تقول الأمم المتحدة ان ما قام به الشيخ صباح من مبادرات انسانية متعددة مدى الأعوام الماضية جعل من اختياره "قائداً انسانياً" ومن الكويت "مركزاً انسانياً عالمياً" امراً واجباً ومستحقاً، واذا كان وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود الصباح، يعتبر ان هذا الحدث النادر هو محطة تاريخية تجسّد الاعتراف الدولي بدور الكويت اميراً وحكومة وشعباً، ودعمها اللامحدود للخير والعمل الانساني حول العالم، فان من حق العرب ان يفاخروا ومن واجبهم ان يتعلّموا.
المسؤولون في الامم المتحدة كشفوا انه عندما قرر بان كي - مون عقد مؤتمر دولي للمانحين لمساعدة اللاجئين السوريين، لم يجد راعياً كرّس الهمّ الانساني قاعدة لسياساته ومبادراته الخيرة يتقدم على أمير الكويت، ولا وجد بلداً قادراً على استقطاب العالم حول المؤتمر اكثر من الكويت التي نسجت شبكة من العلاقات الممتازة على المستويين الاقليمي والدولي، وهكذا استضاف الشيخ صباح المؤتمر مرتين، كما استضاف القمة العربية الآسيوية وقمة التعاون العربي الافريقي، والقمة العربية، وقمة مجلس التعاون الخليجي.
منظمة الاسرة العربية اختارته ايضاً شخصية العالم العربي الانسانية لعام ٢٠١٤ لإسهاماته الكبيرة في المجال الإغاثي والانساني، لكن ليس خافياً على أحد انه بعدما كان لعقود عميداً للديبلوماسية العربية، أصبح منذ توليه قيادة الكويت عميداً لإصلاح البيت العربي عبر ترتيبه المصالحات ومساعيه الحميدة بين الدول العربية، وآخرها جهوده لترتيب العلاقات الخليجية وسعيه المستمر لإيجاد مساحة من الالتقاء والتفاهم بين ايران ودول الخليج.
للكويت بصمات بيضاء في عدد كبير من الدول العربية، وقبل مشاركة الشيخ صباح في اللجنة العربية السداسية، كان للبنان عنده منزلة خاصة برزت دائماً في حدبه على "لبنان الشقيق صنو الكويت في الحرية والديموقراطية"، الذي حصل ويحصل دائماً على حصة الأسد من المحبة والمساعدات الكويتية السخيّة... وله الآن بعض من غار.