تشتد وتيرة المعارك الدائرة في القلمون وجرودها بين حزب الله والجيش السوري من جهة والمجموعات المسلحة من جهة أخرى، تتقدم الأخيرة باتجاه قرى القلمون اكثر فأكثر، يتكبد حزب الله خسائر كبيرة، لذلك لجأ إلى طريق التفاوض مع الجيش الحر لا مع جبهة النصرة و"داعش"!   بحسب معلومات "المدن" من المقاتلين هناك، فإن حزب الله طلب مفاوضتهم، على قاعدة عودتهم إلى بعض المناطق ويبقى الحزب في مناطق اخرى وذلك لحقن الدماء، وهذا الكلام يؤكده الشيخ حسام الغالي لـ"المدن" مشيراً إلى أنه خلال مفاوضاتهم مع المجموعات المسلحة علموا بوجود جثث لمقاتلين من حزب الله لديهم، والحزب يريد تخفيف الخسائر التي يتكبدها هناك، وينطلق المسلحون  في مفاوضاتهم من منطق القوة، إذ هم من يتخذ المبادرة في القتال والمباغتة والمفاجأة في تنفيذ الضربات المتفرقة وهذا ما يوقع في صفوف الحزب إصابات مباشرة.   هنا، يؤكد احد قادة المجموعات المسلّحة لـ"المدن" ويدعى أبو جعفر الدمشقي أن الوضع العسكري يميل لصالح الثوار، الذين يتكتلون ويتوحدون مهما اختلفت توجهاتهم لتحرير قرى القلمون، كذلك يؤكد الدمشقي أن "حزب الله يفاوض الثوار من اجل تسليم عسال الورد للجيش الحرّ، فيما يبقى الحزب يسيطر على جرد عسال الورد الواسع والمتصل ببلدتي حام وبريتال من ناحية معبر يسمى "قبع جفير"، كي لا يتعرض لهجمات من النصرة وداعش في هاتين البلدتين ولتجنب بعض الضربات في حوش عرب. بالإضافة إلى إستعادته جثثا لمقاتليه وإطلاق سراح بعض المتعاملين معه وهم من الجنسية السورية وألقت جبهة النصرة القبض عليهم وبحوزتهم معلومات وملفات خطيرة، مقابل تسليم بعض المناطق.   يحاول حزب الله الإحتماء بالجيش الحر من ضربات النصرة وداعش، ولذلك تؤكد مصادر "المدن" أن شيخ بلدة عسال الورد ويدعى عبد الكريم خلوف ذهب مع قائد عسكري وقائد آخر مدني للإجتماع بحزب الله وإتمام هذا الإتفاق لكن جبهة النصرة تصرّ على عدم القبول بهذه المفاوضات، وتؤكد مصادرها لـ"المدن" ان كل اماكن وجود حزب الله ستكون عرضة لضرباتها.   في الجانب اللبناني من الحدود، يحسب حزب الله حساباً لفصل الشتاء وما يفرضه من إعادة تموضع لهؤلاء المسلّحين، خصوصاً أن في المناطق الجردية التي يتمركز فيها المسلّحون وينطلقون منها لتنفيذ ضرباتهم يصل تراكم الثلوج فيها إلى ثلاثة أمتار، وهذا ما يعيق حركتهم ويقطع الطرق عليهم، لذلك هم يستعجلون حسم هذه المعركة من اجل السيطرة على بعض القرى أو المدن التي تقيهم صقيع الشتاء، وتشكل منطلقاً لعملياتهم. يعتبر حزب الله ان المسلحين يركزون في عملياتهم الامنية على إستعادة بلدة فليطا الاستراتيجية للإحتماء فيها في فصل الشتاء.   بناء على هذه المعلومات المتداولة داخل حزب الله، تشير مصادره الميدانية في البقاع لـ"المدن" إلى أن عناصر الحزب وقواته على أهبة الإستعداد والإستنفار لصد أي هجوم مرتقب، "هذه المجموعات يتوقع منها القيام بأي خطوة، وبالتأكيد هي ستعود إلى داخل عرسال وقد تنفذ عمليات عسكرية على مراكز الجيش وعلى القرى المحيطة". اما عن سبل تفادي هذه المعركة التي يترقبها الحزب عاجلاً أم آجلاً، يعتبر أن المشكلة الأساسية بأهل عرسال، إذ يعتبر الحزب أن المسلحين موجودون داخل عرسال وبثياب مدنية، و"إن حلّ هذه الازمة من مسؤولية الجيش، على الجيش الدخول بكثافة إلى عرسال والإنتشار وإلقاء القبض على جميع المطلوبين والمشتبه بهم والمسلحين".   يقول نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي لـ"المدن" إن حزب الله لديه مصلحة كبرى في فتح معركة عرسال مجدداً، خصوصاً أن المجموعات المسلحة في القلمون اعلنت عن بدء معركة تحرير قرى القلمون ولذلك يريد الحزب إعادة استدراجهم إلى عرسال لتشتيت قوتهم في القلمون، وهنا يؤكد الفليطي "وجود مجموعات داخل عرسال وخارج عرسال تعمل لصالح حزب الله وتنفذ مخططه في توريط البلدة"، لافتاً إلى أن عناصر جبهة النصرة ألقوا القبض على عدد من الاشخاص الذين ثبت تعاملهم مع الحزب في إطلاق النار على الجيش من اجل إعادة فتح المعركة، ويشير الفليطي إلى إمكانية إعدام هؤلاء الأشخاص.