صاحب كتاب السنة والشيعة أمة واحدة واجتهادات متعددة العلامة السيد علي الأمين تحدث منذ ثمانينات القرن الماضي في أكثر من مناسبة عن مخاطر التكفير بين المسلمين وهو يرى أن التكفير ناشىء عن فهم خاطىء لبعض النصوص الدينية وعن التعصب المذهبي الذي تحركه السياسة غالباً وعن الإنغلاق وعدم فهم جوهر الدين الذي يسلط الضوء بشدة على محوري تكريم الإنسان ومعاملته بالعدل والإحسان والوحدة في الأمة الواحدة ولهذا انكب لفترة طويلة على كتابة خلاصة رؤيته الدينية والسياسية مجداً مجتهداً في الوصول إلى ما يضع حداً للنزاعات والخلافات التي تفتك في جسم الأمة فأنتج مجموعة من الكتب العلمية الثمينة منها كتاب السنة والشيعة أمة واحدة والمجتهد بين التخطئة والتصويب والأحزاب الدينية وغيرها من الكتب التي القى الضوء في بحوثها على لب المشكلة التي هب العالم اليوم للحديث عن مخاطرها ليس على المسلمين فحسب بل على مختلف دول العالم وشعوبه  .

وفي إطلالة لسماحته مع الإعلامية بولا يعقوبيان تميزت بالصراحة عاد لينبه من جديد إلى أن هذه الحملة الدولية والمناشدة الداخلية الداعية إلى ضربة عسكرية لقوى التطرف والإرهاب لن تحل المشكلة بمعزل عن الإصلاحات الدينية والسياسية والعمل على التأسيس لحوار جاد يُستمع فيه إلى العقلاء ويُؤخذ برأيهم في مقام معالجة ما بات يشكل خطراً على سلامة الأوطان وشعوبها .

واعتبر سماحته أن الحديث عن محاربة التطرف في ظل الإبقاء على الخلافات الدينية سيعزز بقاء استمرار الصراعات الداخلية في المنطقة وسيعطي حظاً أوفراً لنار الفتن المذهبية طالما بقيت الأسباب قائمة وحاضرة بقوة في النصوص والنفوس تلهج بها الألسن الدينية والسياسية والإعلامية لتؤجج الصراع بين أبناء الدين الواحد

ومن هنا قدم رؤيته للحل من خلال دعوته مراجع الدين وولاة الأمر في العالمين العربي والإسلامي إلى الإجتماع عاجلاً لدراسة خطة مجدية لحل مشاكل المنطقة والأمة من غير استجداء النصرة من الخارج طالما أن الإمكانيات الفكرية والبشرية والمادية متوفرة لديهم .

وفي مقام الحديث عن التطرف إعتبر سماحته أن التطرف والإرهاب والقتل والظلم يجب أن يرفض بغض النظر عن هوية أو دين فاعله ولا يجوز أن نحمل فعل الجزء للكل ومجرد انتماء الفاعل لمذهب هذا لا يعني أبداً مسؤولية المذهب عن الفعل خاصة في ظل وجود صراحة واضحة برفض العنف والقتل من المعتدلين في سائر المذاهب الإسلامية الذين يجاهرون بأن الإسلام يدعو إلى الرحمة والمحبة والسلام والعيش المشترك وفق ما جاء في القرآن الكريم وعلى لسان النبي محمد (ص)

وفي جوابه على الأسئلة المتعلقة بدور حزب الله رأى سماحته أن الحزب في أساس بناءه يمتلك فكراً وحدوياً إلا أن دخوله في الصراعات الداخلية أفقده صفة الإعتدال لذلك يجب على الحزب أن يعيد النظر في دوره ويساعد على حل المشاكل ودفع المخاطر التي تطاله وتطال الوطن والأمة وهذا يحصل فعلاً من خلال الحوار والأخذ بالنصيحة والعودة إلى الجذور لقطع دابر الفتنة قبل استفحالها وتوسع شرر نيرانها .

بقلم الشيخ حسين عليان