دموع سماحة العلامة السيد علي الأمين التي فاضت من عينيه حين وصل خبر وفاتك أيقظت آلاف الصور الراكدة في ذاكرتي فخلت الشيخ خيرالله البصري وكأنه أمامي يطوي عقوداً من النضال والكفاح في سبيل القضية الرسالية والوطنية التي آمن بها  ليلقى الرحال في موطن الآباء والأجداد حيث وافته المنية في جوار مرقد الإمام علي (ع) في النجف الأشرف بعد رحلة طويلة مشاها في درب ذات الشوكة مجاهداً مع الأحرار والأوفياء لوطنه العراق الذي أحبه وعشقه بكل إخلاص .

واكب الشيخ البصري في مسيرته الكفاحية رمز التجديد والإصلاح الشهيد الإمام السيد محمد باقر الصدر مع إخوانه الذين انخرطوا في تلك المسيرة الجهادية ليحملوا معاً عبأ قضية تجاوزت حدود الوطن حتى بلغت حد الخوف على الأمة من التفرق والإنقسام والضياع في زواريب الطائفية والمذهبية والفتن البغيضة التي كشرت عن أنيابها في العالمين العربي والإسلامي .

بذل الشيخ البصري جهوداً كبيرة في الدفاع عن وطنه العراق وهو يحمل طموح وحدة شعبه وأرضه فانضم للندوة البرلمانية بعد سقوط نظام صدام حسين حيث رفع الصوت عالياً وهو يطالب بحقوق المظلومين والمحرومين من أبناء وطنه ويدعو إلى الإقلاع عن المنطق المذهبي والطائفي والعمل من خلال الحوار على التأسيس لدولة حرة يقع كل عراقي في أولويات إهتمامها .

صمد الشيخ خيرالله أمام مختلف التحديات التي واجهته إن في الوطن أو الغربة ولم يستسلم لشدة المحنة بكل ما تحمله من آلام وأوجاع فعاش حراً عزيز النفس ومات على ما هو عليه من الصدق والوفاء .

رحمك الله وتغمدك بواسع رحمته وأسكنك الفسيح من جنته في جوار الأنبياء والشهداء والأئمة والعلماء ونسأله تعالى أن يربط على قلوب أبناء عائلتك وأرحامك ومحبيك بالصبر وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم  .

ـــــــــــــــــــــ

بقلم الشيخ حسين عليان