كالعادة .. يتوسل النائب وليد جنبلاط الاستهزاء والتهجم على حلفائه السابقين بهدف الاقتراب من  حلفائه الجدد.. 
لم تتفاجأ الأوساط السياسية كثيرا باللقاء الذي جمع خلال الساعات الماضية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، فبالإضافة للتمهيد له عبر التسريب الاسبوع الفائت لاحتمال عقده في أية لحظة ، اطلق جنبلاط شرارات ذكائه السياسي المألوفة ، معبدا الطريق امام اللقاء بحركة  ًالمسخرة  ً حيال الاحتفال الذي أقيم في ذكرى خروج رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من السجن ، متهكما انه ظن نفسه للحظات امام احتفال  ًلمانديلا ً ( في إشارة الى الزعيم الافريقي الراحل) .
لم تعد هذه المواقف والتكتيكات على الطريقة الجنبلاطية ، تخفى على اللبنانيين جمهوراً وسطاً سياسياً ، فأي مواطن في الطريق يقول لك : هذا هو جنبلاط.. 
هذا في الشكل .. اما في العمق ، فالحق يقال ان الزعيم الجنبلاطي حاول إثبات حسن نواياه فضلا عن تفعيل حضوره ودوره ، بمساعي التقريب التي قام بها بين تيار المستقبل وحركة امل من جهة ، والتيار وحزب الله من جهة ثانية ، غير انه نمي ان الرئيس نبيه بري طلب منه التمهل على الخط الثاني ريثما يتم تحقيق تقدم ملموس على صعيد الخط الاول.. 
ما توفر من معلومات عن لقاء جنبلاط - نصرالله ليس كثيرا ، واقتصر على العناوين العريضة بدءا من العدوان الاسرائيلي على غزة وعمليات التطهير والتهجير  ًالداعشية ً تجاه مسيحيي الموصل ، وصولا الى ملفات الداخل وفي طليعتها الملف الرئاسي وعمل الحكومة والوضع الامني
ويقول مصدر وزاري مطلع انه فيما خص انتخاب رئيس للجمهورية كان تشديد من الطرفين على وجوب التسريع في اتمام هذا الملف نظرا لدقة المرحلة التي تعيشها المنطقة ، الا ان جنبلاط لم يأخذ من نصرالله لا حق ولا باطل حيال امكانية سحب ترشح الجنرال ميشال عون لانتخابات الرئاسة الاولى ، بالرغم من نفيه للإعلام ان يكون قد طلب شيئا بهذا الخصوص.
في كل الأحوال .. يضيف المصدر الوزاري المطلع ، يمكن تسجيل إيجابية مؤكدة للقاء جنبلاط - نصرالله ، وهي انه استطاع خرق الجمود الحاصل على الساحة اللبنانية في ظل حالة السبات التي تكتنف كافة الملفات العالقة ، كما انه أعاد ضخ الدم في شرايين العلاقة بين الرجلين ، بعد انقطاع قارب الثلاث سنوات عقب تشكيل الحكومة الميقاتية..