ليست المرة الاولى التي تتحالف قوى السلطة والممسكون بالقرار السياسي في هذا البلد ضد المواطن ، ان كان موظفا او إداريا او معلما او ممتهنا أية وسيلة من وسائل عيش أناس ، متعارف عليهم ب "الطبقة العاملة " .
إقصاء حنا غريب يساوي إقصاء أية آمال بحصول الموظفين والمعلمين على سلسلة رتب ورواتب عادلة  ومحقة بالحد الأدنى .. 
  هكذا تكون النتيجة عندما تتألّب قوى السلطة وتكشّر عن أنيابها ضد شخص اسمه حنا غريب ، هذا النقابي العريق الذي يبدو انه كان يزعج ويؤرق بالقدر الكافي هذه الطغمة الحاكمة .. 
 انتخابات رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي ، شكلت محطة جديدة من محطات انقلاب السلطة ضد العمال ، وتكفي التفاتة بسيطة الى الوراء لنرى حال ما يسمى بالاتحاد العمالي العام ... كيف كان ... وما هو عليه الآن ، من انكفاء تحت سقف حسابات سياسية وهشاشة موصوفة .... 
تضامن ووحدة بأبهى مظاهرها ان تتجمع قوى الثامن والرابع عشر من آذار ، لضرب وقصقصة جناحي ابرز صقور  هذا القطاع الذي وقف وقفته الجريئة  ضد اللوائح المعلبة ومصادرة القرار والتمثيل ، فكان ان اخترق مدويا ً جبهة هذه القوى لتحصد اللائحة التي يمثلها اكثر من أربعين بالمئة من أصوات مندوبي الثانوي .. 
مع إزاحة حنا غريب يكتنف الغموض ويرتسم القلق حول زخم الحركة التي ميّزت قطاع التعليم الثانوي الرسمي ، الذي كان في طليعة الحركة النقابية التعليمية في لبنان .. 
البعض يحمّل غريب مسؤولية الاخفاق في تحقيق مطالب المعلمين في سلسلة الرتب ، ولكن ماذا تفعل السمكة وسط بحر من حيتان المال وطواغيط سرقة مصالح الناس ولقمة عيشهم ..   
والحق يقال ان الاستاذ حنا اثبت على مدى ثلاث سنوات انه شخصية تخطت حيثيتها التعليمية ، لتمثل جمهورا عريضا من مختلف القطاعات الإنتاجية وحتى أناسا ً يهتمون بالشأن العام بطرقهم الخاصة .. وهو ما دفع باشاوس السلطة ومحادل الطوائف الذين لا يخجلهم الانقضاض على مطالب الشعب واجهاضها الى التراص سداً منيعاً بوجه غريب في عملية إنعاش سريعة لجسد   ً التحالف الرباعي ً ، قافزين فوق اعتبارات إراقة الدماء والخلافات والمشاحنات السياسية، وكل ما فرّقهم  وباعد بينهم خلال السنوات الاخيرة .   
اكثر من ١٤ مليون مغرد على مواقع التواصل الاجتماعي شاركوا في  ًهاشتاغ ً # شكرًا حنا غريب .. انك اشرف الشرفاء . جميل .. وهذا منصف ويستحق الاستاذ حنا اكثر من ذلك .. ولكن ًالهاشتاغ ً الفعلي يجب ان ينطلق ضد ناهبي الحقوق ومسقطي التعليم الرسمي ، في بلد لا يتقن الا إزاحة الشرفاء ..