بعد الفشل الموصوف الذي توصّل إليه المجلس النيابي اللبناني في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، للمرّة الثامنة على التوالي، حيث تم إرجاء جلسة انتخاب الرئيس إلى 23 تموز الجاري، نجح المجلس الداعشي لما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام بتعيين عبدالله ابراهيم الملقب بأبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين في لبنان يوم الأحد الماضي، معلنين بذلك "قيام دولة الخلافة الإسلامية" في لبنان .

من هو البغدادي؟
"أبو بكر البغدادي" برز اسمه مع سيطرة مليشياته على بلدات عراقية في وقت سابق من الشهر الحالي، ونشرت وزارة الداخلية العراقية أول صورة له في شباط الفائت.
ورصدت الولايات المتحدة جائزة قدرها 10 ملايين دولار، العام الماضي، لمن يساعد في قتل أو اعتقال البغدادي، المكنى بـ"أبو دعاء" وهي ثاني أعلى جائزة ترصدها وزارة الخارجية الأمريكية لرأس إرهابي بعد زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري.
هذا وسبق وأن صنفته الولايات المتحدة كإرهابي بموجب القرار التنفيذي رقم13224"".
ويعرف أيضاً بلقب "الشيخ الشبح" حيث أن نادراً ما شاهد أحدهم وجهه، لأنه غالباً ما يرتدي وشاحاً، حتى لدى مخاطبة العناصر المقربة منه. ويُعتقد بأنه من مواليد عام 1971 في مدينة سامراء، شمالي العراق، ويحمل دكتوراه في الدراسات الإسلامية، بحسب ما نشرت مواقع جهادية.

تهويل إعلامي

أكد مسؤول مكتب "الجماعة الإسلامية" السياسي في لبنان عزّام الأيوبي, أنّه هناك في لبنان من يحاول دائماً استثمار قضية "داعش" لاستكمال صورة تكونت مسبقاً لتخويف الناس من هذه الظاهرة, وإعلان "الخلافة الإسلامية" في لبنان يصب في هذا الإطار. مؤكداً أن الجماعة الإسلامية لا تعتبر أن هذا الإعلان خارج عن إطار كلّ ممارسات "داعش" في البلدان العربية المجاورة عموماً أو في الداخل اللبناني خصوصاً.

ورأى الأيوبي أيضاً أن هذا الإعلان تضخّم كثيراً في معظم الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي, مع أنه في الحقيقة ليس له حتى الآن أيّ تطبيق فعليّ ولا أثر أو صورة واضحة في الساحة اللبنانية.

تهليل لبناني

وما إن صدر هذا الإعلان عن دولة الإسلام في العراق والشام حتى خرج اللبنانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي للترحيب بهذا الأمير كلٍ على طريقته، فلم يخيفهم إعلان داعش ولم يرعبهم أميرها. وربط اللبنايون إعلان قيام "الخلافة الاسلامية" بالتطورات اللبنانية السياسية،

فكان للفراغ الرئاسي الحصّة الأكبر من التعليقات، فقال أحدهم "حتى لو ردّونا ألفين سنة لورا بس برافو عليهم قدروا ينتخبو أمير مش متلنا."

وعلّق آخر "بما إنو صرنا إمارة، ما بقى في لزوم لملء الفراغ الرئاسي."

فغصّت الصفحات "الافتراضية" بالخيال اللبناني الواسع الذي يلجأ إليه اللبنانيون عادةً للهروب من واقهم المرّ، فكتب أحدهم على صفحته ساخراً من الوضع اللبناني: " في العام 2025 ستعقد طاولة الحوار اللبنانية ، سيكون البغدادي على راس وفد حزبي ، وسيحاول رئيس الجمهورية تدوير الزوايا مطالبا بتثبيت اتفاق " الطائف 2 " ، سيرفض البغدادي قانون انتخابي مطروح
ستخرج صحافة الفريق الاخر ضد البغدادي مذكرة اياه بجرائمه و التفجيرات والرؤوس المقطوعة سيطالبهم بمراجعة قانون العفو عن جرائم الحرب الاهلية الاخيرة .. ويطالب بفتح ملفات الجميع .. سيطرح مرشحيه المحتملين في الانتخابات النيابية .و تتحول داعش الى تنظيم سياسي ديمقراطي دستوري  ..و بهالبلد كل شي بصير ..بهالبلد كل شي بصير.."

وغرّد آخر " على فكرة، نحنا شعب بلا شخصية لدرجة انو حتى بس عملوا خلافة، عينوا علينا أمير مش لبناني."

في الوقت الذي أنشئت صفحات خاصة للتنكيت على هذا الموضوع، منها صفحة"  اسمك في عهد الخلافة" ، التي طالبت اللبنانيين بتغيير اسمائهم لما يتواكب مع عصر الخلافة الإسلامي تحت عنوان:  "تحسسوا رؤوسكم, سيف الخلافة على رقابكم, فما هي أسماؤكم التي ستقابلون بها أميركم أبي بكر البغدادي أيها الأعراب؟"

فعلى الرغم من حجم القلق الذي يمكن أن يشكله إعلان دولة الخلافة من قبل تنظيمٍ كان له آثاره اللاإنسانية الواضحة المعالم في لبنان والمنطقة، وبالرغم من معاناة اللبنانيين في ظل هذا الهاجس الأمني المدعوم بالفراغ الرئاسي، إلا أن روح الدعابة تبقى ميزة هذا الشعب الذي يرفض الخضوع لحزنه فيحول المآسي إلى نكات ساخرة  ويحارب الواقع بابتسامة ألم...!!

نهلا ناصر الدين