الشهر الفضيل يطل على اللبنانيين هذا العام ، مطبوعا بالمخاوف والهواجس الأمنية ، واحتمال ازدياد الاعمال الإرهابية في ربوع هذا الوطن ، بدل فسحة الخير والبركة والتلاقي.
نجح ًالدواعشيون ً في بث الرعب بين الناس ، وًبرافو ً لنوري المالكي وحليفه في دمشق على هذه البراعة في إيقاظ المارد من القمقم ، وتأجيج صراع طائفي مذهبي لا يمكن التنبؤ بنهاية له ، ولا بمدى الضرر الذي يمكن ان يتسبب به من الآن والى أجيال لم تولد.. 
حرارة في الجو ، تنسحب على المشهد السياسي المحلي الذي يعاني من شغور رئاسي ، وشلل في المؤسسات والإدارات . كان الله بعون القوى الامنية التي بإجراءاتها الاستباقية تبدو وكأنها في سباق مع مخططات الإرهابيين ومتفجراتهم التي قد تكون مركونة في هذه المنطقة أو تلك..
فعمليات الدهم الي نفذها الجيش خلال الساعات القليلة الماضية في بلدة فنيدق ومحيطها،  والمعلومات التي اشارت الى ان الموقوفين في هذه العمليات هم على علاقة بانتحاريي الفنادق في العاصمة بيروت ، كلها حلقات في سلسلة متصلة لهذا السيناريو الأمني الساخن الذي قد يدخل البلاد في نفق طويل من حالة اللاستقرار وانعدام الأمان
والمضحك وسط كل هذا التخبط ان البعض في هذه الطبقة السياسية المتحكمة بالعباد من لا يفكر الاّ في نزواته الخاصة وأحلامه الهمايونية ، في ان ينال لقب  ًفخامة الرئيس ً . فمصادر المعلومات تتحدث عن اتجاه لدى الجنرال ميشال عون وبعدما يئس من نتائج الحركة التي خاضها داخليا وخارجيا من اجل تسويق شخصه كمرشح توافقي ، الى فتح ملف قانون الانتخاب خلال المؤتمر الصحافي الذي يُرتقب ان يعقده ، بطريقة يشيح فيها الأنظار عن الاستحقاق الرئاسي ويمهد لفتح معركة الانتخابات النيابية..
وتستغرب مصادر مراقبة ان يلجأ الجنرال عون الى هذا الامر في ظل الوضع الأمني الدقيق الذي تمر به البلاد ، خصوصا وان هذه المعلومات تشير الى ان رئيس التيار العوني سيقدم قانون الانتخاب ، بنسخة منقّحة عن القانون الارثوذوكسي ، متجاهلا  ما أثاره هذا القانون من لغط واعتراضات في البلاد خلال طرحه سابقا.. 
 وتلفت المصادر المراقبة عينها الى ان الجنرال يهدف من وراء كل ذلك الى إثبات حجمه وقوته على الساحة المسيحية ، ودحض مزاعم خصومه التي تقول بان المرحلة الذهبية للعونيين  قد أفُلت ، وبالتالي يعاود عون محاولاته طرق أبواب قصر بعبدا ، من باب الظفر بغالبية أصوات المسيحيين  .. وتشدد هذه المصادر على انه من الملح اجراء الانتخابات النيابية ، لكن لا بد أولاً من الأخذ في الاعتبار الظروف السياسية والأمنية الراهنة ، وانعكاسها على المناخ الانتخابي ، مذكرة بان الأولوية اليوم هي لانتخاب رئيس للجمهورية..