يبدو ان الرئيس تمام سلام سئم من كل المشاورات والاتصالات التي لا تؤدي الى نتيجة ، فحزم حقيبته وطار الى الخارج في زيارة خاصة تاركا الحمل لرئيس المجلس نبيه بري ، الذي يستعد لجلستين للمجلس النيابي الاثنين والثلاثاء المقبلين ، الاولى ستكون فارغة كون لا معطيات جديدة حول استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية ، والثانية ستكون أفرغ من الاولى كون جوجلة الحلول حول مشروع سلسلة الرتب والرواتب لا تزال عالقة في عنق الزجاجة ، ولا جهد جديا بذل في الايام الماضية يوحي بإمكانية استجلاب موارد إضافية تعدل كفة ميزان النفقات والواردات . وبالتالي عاد الجمود ليحكم صورة المشهد السياسي الداخلي ، ولا سيما بعد زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي اعتقدنا ان مجيئه سيحرك في المياه الراكدة قليلا ، فكان ان بغتنا بزيارة على عجل لم تسمن وحتى لم توق من جوع في ظل هذا الفقر بالحس الوطني الذي تعيشه الساحة اللبنانية . لم يكن ضروريا ان يتكبد رئيس الديبلوماسية الاميركية كل هذا العناء ويقطع مرافقته للرئيس باراك اوباما وهما في طريقهما الى بروكسل ، ليأتي الى لبنان ويقول لنا ان بلاده تدعم المرشح القوي ، وليس لديها فيتو على احد ، ولا تزكي اي مرشح ... بصريح العبارة قالها كيري للبنانيين ، انتم الآن لستم على جدول أولوياتنا ، فلتتدبروا أموركم بأنفسكم . ويبدو ان هناك تناغما غير مقصود بين ما يضمره وزير الخارجية الاميركي والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي دعا بالأمس الى عدم انتظار اتفاق الخارج او المراهنة على تقارب إيراني سعودي . طيب .. عال العال يا شباب .. طالما سماحة الامين العام نفض يده من المثالثة، وتبرأ من السعي لها ، وطالما هو لا يعول على إيحاءات الخارج ، وبما انه اطمأن الآن على مستقبل سوريا كون سيادة الرئيس بشار الاسد اكتسح على جثث عشرات الآلاف من الشعب السوري ، سدة الرئاسة من جديد، فلماذا لا تكون جلسة التاسع من حزيران النيابية ، جلسة انتخاب رئيس جمهورية لبنان ، وليربح من يربح بالنصف زائد واحد ؟. هل يتجرأ سياسيونا وقياديونا الذين يتشدقون بلبنانيتهم الخالصة ، وبصفاء انتماءاتهم الوطنية ، وبتعففهم عن الارتهان وانتظار اتفاقات الخارج ، هل يتجرأون ويسمحون لنوابهم ، بالنزول الى جلسة التاسع من حزيران لانتخاب الذي يزعمون انه الأقوى ؟؟؟ ثم ما هو معيار الأقوى ؟؟ أهي قوة تمسكه بنصوص الدستور وبتطبيقه من دون مواربة ، كما كان يفعل المغادر الابر الرئيس ميشال سليمان ؟، وشهدنا كيف كانت أيامه الاخيرة ؟، ام هي قوة التمسك بالسلاح بذريعة حماية المقاومة كما يدأب على تذكيرنا يوما بعد يوم سعادة النائب محمد رعد ( لا مكان لرئيس بيننا يخاصم المقاومة ) . في تقديرنا ان الصراع على سدة الرئاسة الاولى بات مكشوفا بين قوة الدستور وقوة السلاح ، وهذا الامر لن يحسم الا على مسارح الخارج ، فعذرا يا سماحة الأمين العام .. لأنك أدرى الناس بذلك ...