يقترب النائب ميشال عون من الرئاسة أكثر فأكثر، على الأقل هذا ما يعتقده. بالحدّ الأدنى يعتبر أن كل المعطيات تشير إلى أن ختام الأمور سيصبّ في صالحه، ظروف الفراغ ورياحه تجري وفق ما يشتهيه، لذلك هو غير مستعجل على إنجاز الإستحقاق، من النادر أن يكون بارد الأعصاب كما في هذه الأوضاع، يحاول الإستثمار في كلّ شيء، يمدّ يداً للمصافحة وللمصالحة، يسمّيها توافق، يداً أخرى يلوّح بها تصعيداً أو حاملة رسائل مشابهة، في الموازاة هناك من يعمل على تسويق أخبار أخرى، غير الذي يفكّر به، هو إما نوع من المناورة، أو احد ما يريد التشويش.   ما زالت قناعته مكتملة إلى أقصى الحدود، بأنه الرئيس القادم، غير مستعد للتراجع، معادلة أنا أو لا أحد تبدو الآن بالنسبة إليه أقوى مما كانت وأشد صلابة، يراهن أن تتغير الظروف، وتهبّ رياح تزكيته من كل الأصقاع. المحضر المسرّب عن لقائه بالرابطة المارونية، يؤكد أنه غير مستعد للتنازل عن ترشيحه لأي أحد، لا مجال للنقاش في هكذا موضوع، ما يلغي أرق أحلام الرئاسة، هو بلوغها فقط.   في الكواليس وخارجها، كثر ينشطون في التسويق إلى أن عون مستعدّ للتراجع عن ترشيحه غير المعلن، أو عن البحث على مرشّح بديل يرضيه ويكون محط قبول لدى جميع الأفرقاء وبذلك تنقذ الجمهورية، هذا الكلام وإن صدر عن بعض المقربين أو المطلعين على ما يدور في الرابية إلّا أنه غير واقعي.   من هذه الكواليس توافر لـ"المدن" عبر مصادر مطلّعة على المشاورات الجارية، أن عون أسرّ إلى أحد المقرّبين منه، أنه بحال لم يكن هو الرئيس فهو مستعدّ لإنتخاب آخر هو من يسمّيه، يذهب الكلام إلى أكثر من ذلك، هناك من يقول إنه بدأ يفقد الأمل، ويفكّر بالبديل الجدّي ولكن من منطلق أن من حقّه أن يكون عرّاب الرئيس الآتي كونه رئيس أكبر كتلة مسيحية، وعلى الجميع أن يقبل بمن يسمّيه، وتضيف المصادر أنه يردّد دوماً: "تيار المستقبل يسمّي رئيس الحكومة والجميع يسير به، فمن حقّنا أن نسمّي رئيس الجمهورية والجميع يقبل به".   إحدى المناورات التي تحاك في دوائر الرابية، هي نشر أسماء عن مرشّحين مفترضين كبدائل عن عون، عرف منها الوزير جبران باسيل مع إشارة إلى أن حظوظه معدومة في هذه الفترة لكن يريد حجز الترشيح له للدورة المقبلة، الوزير السابق شكيب قرطباوي كونه شخصية ودودة، أما الإسم الثالث فسيكون صاحب تقاطع سلبي بينه وبين قوى 14 آذار، أي يسمّيه هو ويرفضه خصومه.   إذاً المناورة واضحة، يسرّب عون هذه الأسماء، بالتأكيد لن تكون مقبولة من فريق 14 آذار، وبذلك يعود إلى نغمة التوافق وأنه الشخص الوحيد المناسب بقوته وتوافقيته لموقع الرئاسة. مصادر أخرى في تكتل التغيير والإصلاح تشير لـ"المدن" إلى أن معظم ما يسرّب في الإعلام بعيد عن الواقع، خصوصاً أن عون لم يعلن ترشيحه بعد ليبدي إستعداده البحث عن أسماء أخرى، وتجزم المصادر بأن عون متمسّك بأنه توافقي وهو الشخص المناسب في المكان المناسب والمرحلة المناسبة.   رهانات "الجنرال" كبيرة جداً، تبدأ في عواصم العالم أجمع، تمرّ في المفاوضات الإيرانية السعودية، على أنقاض المنطقة، أيضاً ما سرّب عنه واضح وجلي، حلف الأقليّات سينتصر، في الميدان السوري حزب الله تقدّم، سياسياً الأسد ربح ولاية جديدة، محور الممانعة انتصر، ودوماً المنتصر هو من يفرض ما يريده، بهذه العين ينظر عون، الرهان على الميدان، الفراغ وحده يفتح طريق الرابية إلى بعبدا، إنتظار المتغيرات هو السيد، هذا ما يريده كقدر محتم على الجميع في لبنان، في غمرة كل اللقاءات والمشاورات، ينتظر عون أن يُفرض، ويجبر جميع الأفرقاء على إنتخابه.