في زيارة هي الأولى من نوعها منذ تأسيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية عام 1979 يقوم بها أمير الكويت إلى طهران , وتعتبر هذه الزيارة حدث مهم في تاريخ العلاقات العربية الإيرانية على كافة المستويات خصوصا وان أمير الكويت هو حاليا رئيس الجامعة العربية وهو أيضا رئيس مجلس التعاون الخليجي وهو الوسيط الحالي بين إيران والمملكة العربية السعودية ومن هنا فإن هذه الزيارة تحمل دلالات سياسية مهمة قد تشهدها المنطقة عموما والعلاقات الايرانية العربية خصوصا وقد ترسم مشهدا جديدا مغايرا في المنطقة ككل .
وعلى صعيد الملفات والعناوين التي تناولتها الزيارة فإنها على مستوى عال من الاهمية للجانبين الايراني والكويتي خصوصا والعربي عموما فقد شهدت الزيارة الحديث عن مد الجسور على المستوى المحلي والاقليمي، وتعزيز القضايا الثنائية بين البلدين وقد تم ابرام اتفاقيات مهمة في المجالات الاقتصادية الثقافية والامنية،  وفي مجال العلاقات بين طهران والكويت ، جرى ترتيب العديد من الملفات ، وتشكيل لجان لمتابعة تطوير وتعزيز الروابط بينهما.
وفي الموضوع الاقليمي، تطرقت هذه الزيارة إلى المواضيع المهمة في المنطقة وخصوصا تلك التي على علاقة بالملف العراقي وملف العلاقات الايرانية -السعودية ، حيث كان أمير الكويت يلعب دور الوسيط على صعيد  العلاقات بين طهران والرياض وربما ستظهر نتائج قريبة على هذا الصعيد خصوصا بعد التصريحات الإيجابية المتبادلة بين طهران و الرياض .
كما بحثت الزيارة في ملف الازمة السورية حيث يعتبر امير الكويت صاحب نظرة خاصة لمقاربة الأزمة السورية تختلف عن نظرة باقي الزعماء العرب وهو يؤيد اي توجه يساعد على الحل السياسي ورشح عن الزيارة وجود تفاهم إيراني كويتي على مقابة ملف الازمة السورية .
ووصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت عبد الله الشايجي زيارة أمير الكويت لطهران بالمهمة جدا، وقال إن دول الخليج تعول على نجاحها ونقل صورة واضحة بشأن وجود نوايا حسنة تجاه طهران من قبل الدول الخليجية.

وقال إن هناك حربا باردة بين دول الخليج وإيران، لكنه دعا طهران إلى وقف التدخل في الشؤون الداخلية للخليجيين واتباع سياسة براغماتية تبتعد بموجبها عن فكرة الثورة وتصديرها.

من جهته، قال الكاتب الصحفي عبد الوهاب بدرخان إن إيران ملزمة بتقديم أجوبة واضحة بشأن مسألتين مهمتين هما: كيف توصلت إلى إدارة تنظيم القاعدة و تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام  ( داعش) في سوريا والعراق واليمن؟ ولماذا تعمل على مسألة الشحن الطائفي وعسكرة المجتمعات الشيعية؟

وفي رأي بدرخان، فإن لطهران حسابات للبدء في تحسين علاقاتها مع دول الخليج، وهي دعم موقفها في المفاوضات النووية مع الغرب.

أما الموقف الإيراني فعبر عنه محمد شريعتي، مستشار الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، والذي قال إن العلاقات الإيرانية الكويتية بخلاف علاقات طهران مع الدول الخليجية الأخرى والتي اعتبرها متذبذبة وخاصة مع السعودية.

واستبعد وجود وساطة كويتية بين السعودية وإيران، بقوله إن العلاقة بين البلدين تحتاج لدفعة وليس وساطة.

وينظر إلى الكويت على أنها جسر محتمل بين إيران ودول الخليج العربي التي تبدي مخاوفها من البرنامج النووي الإيراني، والذي تقول طهران إن أغراضه سلمية، ولكن الغرب وإسرائيل يشكان في ذلك.

وبينما اعتبر الشايجي وبدرخان أن روحاني لا يملك صناعة القرار بشأن بعض الملفات مثل سوريا، اعتبر شريعتي أن موقف بلاده من الوضع في سوريا كان سيتغير لو غيرت المعارضة السورية من مواقفها.

وأوضح السفير الإيراني بحسب التقرير المنشور على وكالة الأنباء الكويتية الرسمية: "إن زيارة سمو امير البلاد الى طهران تأتي في خضم مرحلة دقيقة ومتغيرات معقدة تشهدها المنطقة الحبلى بالأحداث المتتالية وما تمخض عنها من تداعيات واضطرابات سياسية تعيشها بعض دول المنطقة."

وتابع السفير قائلا: "إن زيارة سمو امير البلاد تكتسب أهمية بالغة لأن ضمان أمن واستقرار المنطقة وترتيب البيت الاقليمي وترسيخ التعاون التجاري والثقافي والأمني بين البلدين تحتل اهمية خاصة في اجندة الزيارة ما دامت هناك ارادة سياسية لدى القيادتين لتتويج هذه المسيرة وتشييد نظام اقليمي آمن ومستقر يرتكز على عدم التدخل في شؤون الآخرين والالتزام باحترام سيادة واستقلال كل دولة وينقذ المنطقة من دائرة القلق والحروب المدمرة التي عاشتها طوال السنوات الماضية."

وأشار عنايتي إلى أن "علاقات الجوار والمصاهرة طوال القرون الماضية خلقت نوعا من التمازج والتقارب حيث تحتضن إيران قرابة 200 ألف زائر كويتي سنويا."