جاءت أصوات الناخبين المصريين خارج مصر صورة أولية لما يمكن أن تكون عليه نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية الشهر القادم وعكست صورة الشارع المصري في الداخل والتي تعبر عن تأييد كبير للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي.
وجاءت نسبة التصويت عالية جدا مقارنة بعمليات انتخابية سابقة وبحسب أرقام رسمية، فقد وصل عدد المصوّتين في الخارج حتى إغلاق باب التصويت إلى 322 ألفاً، في مقابل 315 ألفاً في الجولة الأولى من انتخابات العام 2012.
وقال عضو اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية المستشار عبد الوهاب عبد الرازق لـصحيفة السفير إنه كان من المفترض أن تقل نسبة التصويت في الخارج عن المرّات السابقة بسبب منع التصويت بالبريد وإلزام الناخب بالحضور للجنة بنفسه، بعكس المرّات السابقة. ولكن المفاجأة أنه رغم ذلك جاء عدد المصوّتين أعلى من المرّات السابقة.
وفي تفسير لنتائج الانتخابات المصرية في الخارج رأى مراقبون أن النسبة التي حصل عليها السيسي من الاصوات مؤشر على اكتساح السيسي للانتخابات في الداخل .
وفي قراءة لنتائج الانتخابات في الخارج رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مصطفى كامل السيد في حديث للسفير أن هناك خطأ كبيرا يقع فيه الإعلام المصري بتضخيمه نسبة التصويت في الخارج، من دون بيان القاعدة التي يحسبون عليها".
ويوضح "بالنسبة إلى عدد المصريين المقيمين بالخارج فإنّ نسبة التصويت تعد ضعيفة للغاية، وهي لم تتجاوز نسبة المشاركة في الخارج سابقاً. أما التزاحم على اللجان فليس مؤشراً على الإقبال، لأنه بسبب عدم وجود أماكن كثيرة للتصويت... الواضح أن نسبة التصويت بالفعل في الخارج لم تختلف عما سبق.
ورأى السيد أن نسبة التصويت في الانتخابات في الداخل قد تقل عن انتخابات الرئاسة في العام 2012، التي كان فيها إقبال من الشباب والإسلاميين، بعكس الانتخابات الحالية، وأعتقد أن النسبة ستكون حوالي 38 في المئة".
ولا يرى السيد أن مؤشرات الفرز في الخارج دالة عن النسب المحلية. ويضيف "المدهش أن النسب الأكبر حصل عليها السيسي في دول الخليج، وهي النسب التي كانت تصوت لصالح الإسلاميين في الاستحقاقات السابقة. وهو ما يعني أن توجهاتهم اختلفت عقب 30 يونيو، وأنهم أصبحوا يميلون أكثر إلى الاستقرار".
وبالرغم من أن مؤشرات الفرز تميل بقوة تجاه السيسي، إلا أن النتيجة النهائية قد تحمل نسباً مختلفة عما ظهر. والمؤكد أن الانتخابات الحالية في مصر لن تكون نتيجتها فقط تسمية رئيس الجمهورية الجديد، ولكنها ستخلق توازنات ما بعد الانتخابات بين السلطة ومعارضيها، إذ سترسم خريطة تحالفات جديدة سيكون أول ظهور لها في الانتخابات البرلمانية المقبلة.