أتاحت واشنطن للإئتلاف السوري المعارض زيارتها بعد ثلاثة أعوام تقريبا على انطلاق الثورة السورية ,وتأتي هذه الزيارة في ظل استمرار أعمال العنف وإراقة الدماء على الأراضي السورية ,وفي ظل غياب أي برنامج سياسي أو عسكري واضح للإئتلاف السوري المعارض ولأطياف المعارضة السورية الاخرى , برنامج يفضي إلى حسم النزاع في سوريا لصالح المعارضة مع العلم أن كل المؤشرات الميدانية تشير الى تقدم قوات النظام في أكثر من منطقة وما حصل في مدينة حمص مؤخرا دليل واضح على اعتماد قواعد جديدة للعبة السورية على الارض قد تتوسع في رأي بعض المراقبين لتشمل مناطق نزاع أخرى أهمها مدينة حلب .
وتأتي هذه الزيارة وسط الحديث عن تسويات سياسية وميدانية ستشهدها الازمة السورية في الأيام المقبلة .
الجربا وفي زيارته الحالية الى الولايات المتحدة الأمريكية طالب الإدارة الامريكية بتزويد مسلحي المعارضة السورية بأسلحة متطورة مضادة للطائرات تسمح بتغيير موازين القوى على الأرض وذلك في اليوم الأول من هذه الزيارة خلال كلمة ألقاها في معهد السلام الامريكي وأوضح الجربا أن ما يحتاجة الائتلاف السوري من السلاح هو سلاح قادر على كسر موازين القوى على الارض للوصول تاليا إلى الحل السياسي للنزاع .
ودافع الجربا في كلمته عن مقاتلي المعارضة نافيا تهمة الإرهاب عنهم وهي التهمة أو السبب الذي يمنع الإدارة الامريكية من تقديم السلاح إلى المعارضة السورية حسب ما يعلنه دائما المسؤولون الامريكيون .
والمفارقة هنا هي طلب السلاح من الادارة الامريكية في وقت تمتنع فيه هذه الادارة عن تقديم اي نوع من انواع السلاح الذي يؤدي إلى حسم النزاع لصالح المعارضة وهي تدعو في اكثر من مكان وموقف إلى الحل السياسي للأزمة السورية .
 ما زال الرئيس الامريكي باراك أوباما يرفض بشدة
إرسال قوات على الارض، واحجم في اللحظة الاخيرة في سبتمبر الفائت عن توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري.
وجددت
وزارة الخارجية الاميركية التأكيد على ان واشنطن تفضل "عملية سياسية" على "حل عسكري" في سوريا بالرغم "من التقلبات في ارض المعركة"واعلنت المتحدثة باسمها جينيفر بساكي مع ذلك ان اجتماعا جديدا لمجموعة لندن11 (11 دولة غربية تدعم المعارضة السورية) في 15 مايو سيكون مناسبة "لبحث الطريقة التي يمكن معها للاسرة الدولية ان تواصل دعم المعارضة المعتدلة بمن فيها العناصر الذين تمت الموافقة عليهم من المعارضة المسلحة".
وانتقد الجربا بشدة الحديث عن إعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الاسد لولاية جديدة وقال :ان الانتخابات الرئاسية السورية في الثالث من يونيو المقبل هي "مهزلة" من شأنها منح الاسد "رخصة للقتل لاعوام عدة مقبلة".
وتستمر زيارة الجربا والوفد الذي يرافقه للولايات المتحدة ثمانية ايام، وسيلتقي ايضا مسؤولين في الادارة الامريكية واعضاء في مجلسي النواب والشيوخ وقادة في الحزبين الجمهوري والديموقراطي .