لم يكن تصريح المستشار العسكري للسيد خامنئي وقائد الحرس الثوري السابق اللواء يحيى رحيم صفوي وهو يخاطب مجموعة من المقاتلين القدامى بأن النفوذ الإيراني اصبح وللمرة الثالثة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط وبأن جنوب لبنان هو خط الدفاع الأول عن ايران .

لم يكن هذا التصريح هو الأول من نوعه من مسؤول إيراني رفيع يعلن فيه بوضوح سيطرة بلاده على لبنان الا ان ما اثاره هذا التصريح من جدل يستحق التوقف ، لانه حتما لم يكن بسبب فضحه ما هو مستور على السواد الأعظم من اللبنانيين ، او لان خصوم حزب الله ادركوا الان حقيقة ان ايران ومصالحها هي المتحكم رقم واحد بكل مفاصل لبنان .

فالجديد بالموضوع هنا هو فقط توقيت هذا الكلام وانعكاساته المباشرة في خضم انشغال 14 اذار بالاستحقاق الرئاسي وحلم إيصال واحدا منهم الى قصر بعبدا ، وبالتالي محاولة هذا الفريق من خلال تسليط الأضواء على حجم النفوذ الإيراني في لبنان كتسول استباقي لاستدراج اللاعبين الاقليمين من اجل زيادة حجم تدخلهم أيضا تمهيدا لمرحلة ما بعد 25ايار , ليتحول لبنان بعد ذلك وكما هو متوقع الى ساحة صراع مباشر بين النفوذ الإيراني من جهة والنفوذ السعودي من جهة أخرى تحت مسمى الاستحقاق الرئاسي.

الا ان الواضح منذ الان بان أدوات هذا الصراع تنبيء بالتفوات الكبير، وبخلل واضح بموازين القوى ففي الوقت الذي تعتمد السعودية لغة الدبلوماسية والعدة الديمقراطية ، تتكئ ايران على فريقها المدجج بسلاح حاضر دوما للتدخل من اجل احداث تبدلات كبرى باللعبة السياسية، وهذا ما عكسته بالأمس صفحات التواصل الاجتماعي "الممانعة " من أجواء لا تزال تعيش نشوة انتصار غزوة 7ايار المشؤومة ، والاستعداد النفسي والدعائي لتكرارها ان دعت الحاجة لذلك مرة ثانية, وعليه يمكن تفسير كل ما يجيء من كلام بهذا الخصوص على ألسن مسؤولي الحزب والسقوف المرتفعة التي يقفون عليها ،والقول بكل صلافة ووضوح بان هوية الرئيس العتيد يجب ان تشكل انعكاسا دقيقا وترجمة حرفية لدور لبنان في الاستراتيجية الإيرانية وليس اقل من ذلك ، وعلى اللبنانيين ان يفهموا بأن الرئيس " التوافقي " هو الرئيس الذي يتوافق عليه حزب الله مع يحيى صفوي ويفرض على باقي اللبنانيين .