سعى الفلسطينيّون الى تضميد جروح وحدتهم دون مساعدة من أحد ودون المرور بعواصم عربية وغير عربية . وقدّ آلفوا بين قلوبهم وأصبحوا اخواناً في السلطة بعد أن اقتنعوا قسراً بضرورة الوحدة فيما بينهم لمواجهة أزمات كثيرة  يبدو فيها الاحتلال الاسرائيلي بعض وجوهها . حتى الآن اعتملت المصالحة الوطنية على اعتراف بضرورة خوض معركة انتخابية لن تنتج الاّ مضاعفة للانقسام الفلسطيني لأن أيّاً من التنظيمين الأساسيين لن يعترفان بشرعية الانتخابات اذا ما مالات لصالح أحدهما . اذاً ثمّة ايجابية في توصل حماس وفتح الى خيار تفاهمي على حكومة انتخابية ولكنه خيار مثقل بهواجس فلسطينية قلقة من تفاهم يلبي مصلحة الطرفين في لحظة متصلة بطبيعة المرحلة وبدقّة المواقف من قبل الاسرائيلي والفلسطيني غداة فشل كيري من المساهمة في البدء بحوار غير مشروط وكأن الدعوة الأمريكية بداية جديدة للانطلاق من ساعة الصفر . لهذا راهن الفلسطينيّون المتأذون من حمأة الصراع الفلسطيني الداخلي على تفاهم يفضي الى تكريس منطق المصالحة وتثبيت أجواء التفاهم الدائم والمستمر تحصيلاً لوحدة تصون السلطة الفلسطينية من جهة وتوقف عمليّات التصدّع في بنية الاجتماع السياسي الفلسطيني . الاّ أنّ ما حصل مجرد  صورة لا أكثر وهي صورة متكررة في المشهد الفلسطيني حدودها  انتخابات مطعون بصحتها ونتائجها اذا ما أتاحت الاختلافات داخل التفاهمات الحكومية  الى تصدع البناء الداخلي للوحدة داخل الحكومة المقترحة . ان حماس وفي ظل الوضع المصري وامكانية المجيء بالسيسي رئيساً وتراخي الحضور العربي في الموضوع الفلسطيني اضافة الى حذر عودة العلاقات ما بين ايران وحماس ونأي الغرب عن التداول بالأزمة الفلسطينية اضافة الى حسابات متعلقة بسقوط فرص الاخوان في السلطة والمجتمع عناوين جديّة فرضت على قيادات حماس السعيّ الى شراكة مع فتح من موقع الاعتراف بدور أبي مازن كمؤسس للسلطة الفلسطينية ولدور مفتوح على خيارات عربية وغربية تدفع باتجاه تعزيز فرص السلام لا الحرب .