لا شك أن موقع رئاسة الجمهورية في لبنان يمثل أحد الاقانيم بالنسبة الى المسيحيين الموارنة المكون الاساسي في تشكيل الكيان اللبناني ,ولا شك أن تاريخية الاستحقاق تشير إلى أن حجر الزاوية في صناعة إسم الرئيس يبدأ في أروقة الكنيسة وعواصم القرار الغربي ويسهل إقليميا وعربيا ,ويأتي العامل الداخلي اللبناني كآخر محطة يطلب منها إخراج الرئيس العتيد بعد جملة تقاطعات دولية وعربية واليوم إقليمية .
ومع هذا الاستحقاق في 23 نيسان 2014 بدأ يشكل حجر الزاوية في لبنان الدائرة الأصغر سيرا إلى الدوائر الكبرى لاخذ البركة ,وإن كان الدكتور سمير جعجع  قد بدأ مؤيدا من حزبه إلى التيار الذي يأتلف معه في قوى 14 اذار في تقديم ترشيحة آخذا موافقة فريقه للوصول الى مرشح واحد فإن قوى 8 اذار لم تفلح في انجاز مرشح يجمع عليه ائتلاف 8 اذار ,واذا ما سألنا عن موقع و موقف وليد جنبلاط الذي يمثل بيضة القبان في اي استحقاق فإن الجواب يأتي من جعبته التي تمثل فيتو مسبق على مرشح مسيحي قوي فهو أقرب إلى وصول مرشح توافقي بدون لون وطعم و رائحة وبذلك يبقى على موقعه الوازن بأي انعطافة مؤيدة لاي مرشح يحظى بمباركة القرار الدولى والعربي .
وسمير جعجع وإن كان البيك لا يحب وصوله الى سدة الرئاسة الاولى إلا أنه يكره ايضا لخصم الحكيم التقليدي الجنرال ميشال عون أي تفكير في ذلك عندها يصبح سمير جعجع أهون الشرين وقد لا يعطيه بالظاهر وإنما يسهل عدم وصول خصمه مقابل اتفاقية ما لا تتكشف عاجلا , واما ما يدور في أروقة الساحة الشيعية وما تمثل من حزبين معروفين حركة و حزب الله فإن حركة أمل لا تستعجل الخوض في معركة منع الدكتور جعجع للوصول الى قصر بعبدا و هي تشاطر البيك مخاوفه من وصول الجنرال عون , ويبقى أن ننتظر موقف حزب الله الذي اذا ما كان هناك مشروع لمحاربة وصول الحكيم فإن حركة أمل سوف تكون مضطرة الى مسايرة الحزب ومجاراته في مواقفه وخطته, وطبعا سوف يستعين الحزب بمحاربة وصول الحكيم بالتاريخ المثقل بالجراح للحكيم وطبعا هذا يكون غير عادل اذا ما قارنا صورة الحكيم مع صورة اي زعيم لبناني شارك في الحرب إبان حصولها مع العلم أن قانون العفو العام الذي صدر بعد انتهاء الحرب يخرج الجميع من الصور القاتمة المتبادلة للزعماء المشاركين في الحرب في لبنان وإن انتقاء زعيم واحد للمساءلة والمحاسبة يؤكد انحياز فترة الوصاية السورية إلى فريق دون فريق مع ما جاء من المحكمة في تبرئة الدكتور جعجع من اتهامه في تفجير الكنيسة الذي على اساسه فتحت ملفات الحرب لتحاكم انتقائيا .
واذا ما استجاب الحزب إلى ما يدور من مفاوضات في المنطقة بين ايران والغرب وإيران والعرب فإننا امام مشهد سوف يجعل من حزب الله يغض النظر في وصول الحكيم الى الرئاسة ,وهذا ما سوف يكون المدخل في تسوية العلاقات الايرانية السعودية عندها لا يمكن للفيتو ان يبقى مسلطا وقد نرى وفود حزب الله مهنئة للحكيم في بعبدا .