كان على إيران المتفانية في محاولة بسط سلطتها وسيطرتها على المجال الحيوي لها خصوصا في الدول التي تشترك معهم مذهبيا إلى تعزيز الخصوصية لاتباعها وإلى إبراز الفوارق مع الآخر المختلف ظنا منها أنها بذلك تحمي الجماعة وتشد عصبها أمام التأثير الثقافي لليبرالية ، المتعددة المناحي ،وما تعبير الشيخ المنتمي لحزب الله ، والذي بانت عليه بساطة في الثقافة الذي تحدث على الكاميرا شارحاً مدى تأثير (سلام فرماندي ) في تعطيل الفيروسات القادمة من الغرب سوى ،اختصارا لقلق العقل الشيعى في عدم قدرته على الإجابة على سؤال العصر فهو بذلك يؤجل الإجابة عن الحاضر بالذهاب إلى الغيب وإلى إمام العصر والزمان المهدي المنتظر بحسب الاعتقاد الشيعى فهو نزوع إلى الغيب في ظل أنتكاسات الحاضر الاجتماعية والثقافية والسياسية والأخلاقية.
 
ظاهرةٌ تخفي خلفها القلق، إننا نعيش في زمن الصراعات بين مختلف قوى المعرفة وإنتاجها وبما أننا نعيش في فجوة العوالم المتفرقة التي تتدافع فيشوه إحداها الأخر . إن التأثير الغربي والحداثة التي تقف وراءه ،يثيران في أيامنا ويحركان في العالم الإسلامي ،مدارات مقاومة ،عديدة ،فتارة يولدان تراجع إلى اسطورية الأصول ،ظنا بأنها تحل بأعجوبة كل التعاسة الأخلاقية والتفاوتات الاجتماعية التي تشكو منها هذه المجتمعات، وتارةً يسببان هربا إلى الأمام نحو مغامرات متزايدة المخاطر، وتارةً يحركان رفضا قاطعا لمواجهة تحديات الأزمنة الجديدة. إن كل هذا الهروب والخروج المنحرف إلى هذا الحد أو ذاك يعبر عن وجوه شتى لظاهرة واحدة وتترجم أعراض قلق عميق بصرف النظر، عن إشكالية ردود الفعل المنظورة، وفي رأيي أن هذا القلق صادر عن عدم فهم إذا شئتم عن عدم تمثل استيعاب ظاهرة تاريخية كبرى كالحداثة في معناها الواسع جدا ،والتي لم تؤخذ في الحسبان أي لم تؤخذ كموضوعاً فلسفياً ذو دلالة خاصة بل كانت تؤخذ دائما وفقا للتحولات الأليمة التي الحقتها في تقاليدنا وموروثاتنا في طرق معيشتنا وتفكيرنا لذا فإنه كل حكم لها أو عليها ارتدى من بداية ‏الاحتكاكات والاتصالات رداء التقويم الأخلاقي فكان تقويماً إيجابيا يستحق المدح في بداية التلاقي مع القوى الماديه للغرب. عندما اكتشف المسلمون والشيعة منهم تأخر مجتمعهم والهوة السحيقة التي كانت تفصله عن اوروبا وبعد أن أصبح التأثير المادي للغرب الأوروبي والأمريكي اصبح التقويم لعيناً مما ادى إلى المناداة بإغلاق هذا العالم الإسلامي أمام الغرب الليبرالي ،ولذلك فإن الهروب من سؤال الحداثة التي تصنع جنة الدنيا ،وهو المطلوب حتى إسلاميا لأن الله أراد كما في النص القرآني أن يجعل الإنسان خليفة له على الأرض والخليفة ينبغي أي يعمرها كما يتناسب مع الكمال الإلهي. المفترض لذلك ومع تقصير المجتمعات في السير في درب الحداثة تنشأ لنفسها عالمها الخاص لتحافظ فيه على سلطتها في ظل إتساع رقعة السيطرة من الحداثة التي لم تبدأ بال iPhone وثورة الاتصالات ولم تنته مع الفي آر في العالم الافتراضي. لذلك كان على إيران المتفانية في محاولة بسط سلطتها وسيطرتها على المجال الحيوي لها خصوصا في الدول التي تشترك معهم مذهبيا إلى تعزيز الخصوصية لاتباعها وإلى إبراز الفوارق مع الآخر المختلف ظنا منها أنها بذلك تحمي الجماعة وتشد عصبها أمام التأثير الثقافي لليبرالية ، المتعددة المناحي ،وما تعبير الشيخ المنتمي لحزب الله ، والذي بانت عليه بساطة في الثقافة الذي تحدث على الكاميرا شارحاً مدى تأثير (سلام فرماندي ) في تعطيل الفيروسات القادمة من الغرب سوى ،اختصارا لقلق العقل الشيعى في عدم قدرته على الإجابة على سؤال العصر فهو بذلك يؤجل الإجابة عن الحاضر بالذهاب إلى الغيب وإلى إمام العصر والزمان المهدي المنتظر بحسب الاعتقاد الشيعى فهو نزوع إلى الغيب في ظل أنتكاسات الحاضر الاجتماعية والثقافية والسياسية والأخلاقية.