تحولت قضية راهبات معلولا إلى قضية لبنانية بامتياز نظرا للدور الذي لعبه لبنان من خلال المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ونظرا لوقوف لبنان حكومة وشعبا في إدانة عملية الاختطاف والوقوف إلى جانب قضية الراهبات منذ اختطافهن إلى اليوم .
وتعتبر عملية تحرير الراهبات إنجازا جديدا يسجل إلى اللواء عباس ابراهيم بعد نجاحه في إطلاق مخطوفي أعزاز منذ شهور , ومما لا شك فيه أن اللواء ابراهيم قام بعملية تفاوض صعبة ومعقدة على مختلف الأصعدة وجاءت عملية تحرير الراهبات تتويجا لجهود مضنية قام بها اللواء السيد مستعينا بعلاقات لبنان مع كل من سوريا وقطر .
وفي عملية المفاوضات لاطللاق سراح الراهبات تفاصيل كثيرة وجرت عملية التفاوض عبر وسيطين الوسيط الاول كان رجل الاعمال السوري جورج حسواني من يبرود المقرب من الحكومة السورية والخاطفين على حد سواء وكان يتواصل مع كل من الحكومة السورية و اللواء عباس ابراهيم واخذ الخاطفون من منزله مقرا لهم مع المخطوفين لتحسين ظروف معيشتهم إلا ان المفاوضات عبر حسواني توقفت مع بداية هذا العام لتبدا بعدها عملية التفاوض عبر القناة القطرية وبالتنسيق ايضا مع اللواء عباس ابراهيم وخلال عملية التفاوض تقدم الخاطفون بحوالي 150 اسما من السجناء في سجن رومية ممكن يحملون جنسيات غير لبنانية إلا أن لبنان رفض التفاوض على إطلاق اي سجين من رومية وتعقدت عملية التفاوض في هذه المرحلة .
ومنذ أيام عادت الحياة الى عملية التفاوض بعدما طرات تطورات مهمة على الصعيد الميداني في يبرود شبيهة بتلك التي حصلت بصفقة مخطوفي أعزاز .
ونقلت السفير عن مصدر سوري تابع عملية المفاوضات ان الحياة عادت الى المفاوضات قبل ايام، بعدما طرأت تطورات مهمة على الاوضاع في يبرود، شبيهة بتلك التي أحاطت بظروف صفقة أعزاز.
فقد احتدمت خلال الاسبوعين الماضيين معركة القلمون، وتشتت المجموعات المقاتلة، التي تضم عشرة آلاف مقاتل على الجبهات كافة، وقتل الخاطف الاول مثقال حمامة، في احدى كمائن الجيش السوري في المنطقة، ما اطلق يد المفاوضين الآخرين.
وقبل اسبوع قرر الخاطفون، مغادرة منزل جورج حسواني في المدينة، مع اقتراب الجيش منها، وسقوط التلال الاستراتيجية حول مزارع ريما، على تخوم يبرود، بيد مقاتلي "حزب الله" و"الحرس الجمهوري". وتم توزيع الراهبات على عدد من المواقع في يبرود.
وعادت ورقة الراهبات لتطرح بقوة، لمقايضتها بما هو أبعد من الفدية. وقبل يومين، اعاد "ابو يزن " قائد "لواء الغرباء" في القلمون، الاتصال مجددا، بوسيط في القناة القطرية مع الحكومة السورية، وطلب التسريع في انجاز الصفقة، مشترطا الحصول على 16 مليون دولار، وإطلاق سراح من وردت اسماؤهن في اللائحة، مضيفا مرة أخرى اسماء سجى الدليمي وأطفالها الثلاثة العراقيين وزوجها. وافتتح ابو يزن الشق الامني والعسكري من المقايضة، طالبا وقفا لاطلاق النار، حول يبرود والتوقف عن قصفها. كما طالب بتوفير ممرات انسحاب آمنة لـ1500 مسلح في يبرود، نحو رنكوس، وعرسال، لكن هذا الشرط رفض رفضا قاطعا.
ويقول مصدر سوري، ان القطريين تكفلوا بدفع الفدية، وان السلطات السورية وافقت على اطلاق المعتقلات، ولكن الشق الامني والعسكري استبعد كليا من اي مفاوضات.
ورأت مصادر مطلعة أن عملية إطلاق سراح الراهبات في هذا التوقيت بالذات تأتي في سياق تريد من خلاله قطر العودة الى مسرح الحياة السياسية بعد الصفعة التي تعرضت لها من السعودية واعضاء في مجلس التعاون الخليجي وهي محطة كانت قطر بحاجة اليها للفت النظر لدورها السياسي والانساني من جديد , وكذلك تاتي هذه العملية بعد تطورات ميدانية حصلت على الارض منعت الخاطفين من القدرة على حماية الراهبات بعد التقدم الكبير الذي حققه الجيش النظامي السوري في المنطقة .