هي المرة الأولى التي تمنع فيها طائرة تابعة لشركة الشرق الاوسط اللبنانية من الهبوط في أحد المطارات وحدث ذلك مع مطار بغدداد حيث منعت طائرة لبنانية من الهبوط لسبب بات معروفا وهو ان الطائرة لم تقل نجل وزير النقل العراقي هادي العامري .
هذا التصرف فسّره كثيرون باستغلال السلطات واعتبره آخرون مثالا من امثلة الفساد التي تعاني منه الحكومة العراقية واجهزتها .

وشكلت حادثة منع طائرة تابعة لخطوط الشرق الأوسط اللبنانية على خلفية عدم نقلها نجل وزير النقل هادي العامري، مفاجأة غير متوقعة للعديد من المسؤولين في لبنان والعراق وعدوها سابقة "أذهلتهم"، فيما واجهها الشارعين اللبناني والعراقي بسيل من التهكمات على مواقع التواصل الاجتماعي .
جهات عراقية عدة طالبت الدولة بإجراء تحقيق وكشف الملابسات التي ادت الى هذا العمل الصبياني من قبل نجل وزير النقل العراقي واعتبر المالكي الحادثة خطاءا اداريا غير مقصود إلا أنه استبق القوانين والتحقيقات وقام بطرد احد الموظفين في حين دافع عن الوزير المختص واستبعد ان يكون وزير النقل العراقي قد رضخ لمطالب نجله بعدم السماح للطائرة بالهبوط .
إن هذه الحادثة وسواها من الاحداث وقضايا الفساد التي تضج داخل حكومة المالكي تؤشر الى وجود استهتار كبير في معالجة القضايا المماثلة على الساحة العراقية في حين تضج حكومة المالكي بقضايا الفساد وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي في العراق موجة ادانات كبيرة لسياسة ونهج نوري المالكي في ادارة الدولة ومعالجة قضايا الفساد التي يعاني منها الشعب العراقي .


الحادثة تمثل سابقة في العلاقات بين العراق ولبنان التي يجب أن تكون على قدر كبير من "المهنية"، على حد تعبير وزير النقل الأسبق سلام المالكي.

وبالعودة الى موضوع الطائرة تقول رئيس لجنة الخدمات النيابية فيان دخيل لـ"السومرية نيوز" إن "حادثة إرجاع طائرة تابعة لشركة الشرق الأوسط اللبنانية بعد 20 دقيقة من إقلاعها، أذهلتنا جميعا"، معتبرة الحادثة "مساساً بالسيادة العراقية، لأن قرار منع طائرة من الهبوط في الأراضي العراقية قرار سيادي ولا يمكن أن يتخذ تحت وطأة تأثيرات شخصية أو رغبات فردية".

وتلفت دخيل الى أن "الحادث يمس سيادة وسمعة الدولة العراقية"، مبينة أن "بعض المسؤولين قالوا إن الطائرة منعت من الهبوط بسبب وجود أعمال تنظيف في مدارج المطار، وهذا غير ممكن لان أي طائرة لا تتجه من دولة لأخرى دون أخذ جميع التصريحات بالهبوط، وهذه الموافقات لا يمكن أن تتغير والطائرة في الجو".

واعتبرت دخيل هبوط الطائرة "سابقة خطيرة وتؤثر على سمعة الدولة العراقية"، مطالبة بـ"محاسبة المسؤولين عن هذا الموضوع بعد إكمال التحقيقات".

وأكدت أن لجنة الخدمات النيابية تعتزم "رفع تقرير مفصل عن الحادث والمطالبة باستجواب من تسببوا به"، محملة "سلطة الطيران المدني المسؤولية الكاملة عن الحادثة".

وحذرت دخيل من "تسويف الأمر مثل كل مرة، ومحاسبة موظفين تأثيرهم محدود بينما تترك الرؤوس الكبيرة"، مؤكدة على "أهمية إجراء تحقيق فعلي ومعاقبة المسؤولين المباشرين عن الأمر".

أما الحكومة العراقية فقد توعدت المسؤولين عن الحادث بالحساب وقبل اي تحقيق بالموضوع طلب المالكي طرد احد الموظفين ربما لتخفيف الضغط الذي تسبب بع التصرف الأرعن لنجل وزيل النقل في حين ل توجه لوزير النل اي انتقادات  ما اعاد إلى الأذهان حكم الطاغية صدام حسين الذي بات كثيرون من الشعب العراقي يترحمون على عهدة نتيجة تصرفات حكومة المالكي .

ولقيت الحادثة استهجاناً في الأوساط الدينية أيضاً، حيث قال خطيب جامع الخلاني في بغداد محمد الحيدري في خطبة الجمعة، إن "ما حدث من قيام ابن وزير عراقي بإعادة الطائرة اللبنانية وإرجاعها إلى لبنان، هو ظاهرة خطيرة أعادت لنا ذكريات سيطرة أبناء المسؤولين بشكل مؤذ كما كان يحدث سابقا".

وأكد الحيدري على أن "ابن المسؤول ليس له مسؤولية على أحد، ويجب أن يتساوى مع بقية الناس، أما أن يأخذ من الآخرين ما يريده بالقوة فهذه ثقافة خاطئة ومرفوضة".