تتكشف يوما بعد يوم خطورة الإنكشاف الامني اللبناني وباتت كل الساحة اللبنانية مفتوحة للأعمال الارهابية لا تفرق بين منطقة أو جهة أو طائفة ,ولم يعد الإرهاب يستثني أحدا في وقت لا يزال الأفرقاء السياسيون عاجزون عن صياغة بيان وزاري لحكومة عمرها ثلاثة أشهر ولئن كانت الاجراءات المتبعة ضد الإرهابيين على قدم وساق إلا أن المزيد منهم لا يزالون طلقاء يعيثون في أرض الوطن إرهابا وقتلا ودمارا . وآخر المعلومات تفيد أن التحقيقات التي تجريها الاجهزة الامنية مع الموقوفين بتهم الارهاب تفضي الى اعترافات خطيرة ووقائع و تفاصيل جديدة أهمها إعتراف الموقوف محمود أبو علفا الذي ينتمي لكتائب عبد الله عزام أنه كان يخطط لمحاولة اغتيال رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال للمحققين في فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي إن أشخاصاً كانوا يتولون مراقبة كل مداخل عين التينة في بيروت، وبعض النقاط الحساسة التي يتردد عليها بري، وفي ضوء ذلك، تم وضع سيناريو لعملية إرهابية تستهدفه بسيارة مفخخة يقودها أحد الانتحاريين، حتى لو اقتضى الأمر تجهيز أكثر من سيارة وأكثر من انتحاري في الوقت نفسه (أحدهما ينطلق بسيارته من المدخل الجنوبي قرب محلات «اكزوتيكا» والثاني من جهة المدخل الشمالي الأقرب إلى منطقة عين التينة ــ فردان). واكتفت المراجع الامنية بهذه المعلمومات فقط حتى لا تتأثر عملية التحقيق وأوضحت المراجع الامنية أن «كتائب عزام»، وهي أحد فروع تنظيم «القاعدة»، كانت تقترب من تحديد ساعة الصفر لتنفيذ العملية، وقال إن أحد مساعدي الرئيس بري قد اطلع من رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان على كل التفاصيل، مع نصيحة بوجوب اتخاذ أقصى تدابير الحماية، والتقليل من تنقلات رئيس المجلس في هذا الظرف السياسي الاستثنائي، حيث سيكون للرئيس بري دور بارز في العديد من الاستحقاقات المقبلة، وأبرزها الاستحقاق الرئاسي. وقال المرجع إنه وفق التحقيقات الأولية فإن هناك ثلاثة أهداف ثابتة عند «كتائب عزام» ومجموعات أخرى هي السفارة الإيرانية والمستشارية الإيرانية ومبنى تلفزيون «المنار» في بئر حسن. ونقلت صحيفة الاخبار أن المدعو محمود أبو علفا أقرّ بداية بانتمائه إلى «كتائب عبد الله عزام». وقبل وقوع الانفجارين في بئر حسن، قال للمحققين إن القيادي في «الكتائب»، سراج الدين زريقات، كلّفه برصد الإجراءات الأمنية في محيط المستشارية الثقافية الإيرانية وتلفزيون المنار القريب منها. ذُهِل المحققون عندما وقع التفجيران بعد وقت قصير من اعتراف محمود. بصعوبة، كان الأخير يدلي بما في حوزته. تحدّث عن علاقته بزريقات، وعن المهمات التي كان يكلف بها غيره من الموقوفين، وتحديداً قريبه حسن ا. وقال أبو علفة إن زريقات طلب منه وضع خطة لتنفيذ عمليات انتحارية تستهدف مقر إقامة رئيس مجلس النواب في منطقة عين التينة. وأضاف أنه استطلع المنطقة أكثر من مرة، وعاين كل المداخل المؤدية إلى «القصر»، وقدّر قوة تحمّل البوابات الحديدية، ومدى مقاومتها للتفجيرات بناءً على حجمها. ما جمعه من معلومات نقله إلى زريقات. كان الهدف الوصول إلى الرئيس نبيه بري. لكن استطلاع أبو علفة دفعه إلى الحسم بأن هذا الهدف متعذر التحقيق، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة. إلا أن ذلك لم يثنهم عن السعي إلى تحقيق مبتغاهم، إذ كشف أن المخطط الأولي للعملية رسا على ضرورة تنفيذها بواسطة عدد من الانتحاريين. كذلك قال محمود وحسن، اللذان أوقفا حيث يسكنان في منطقة الطريق الجديدة، إن زريقات كلفهما باستطلاع منزل الوزير السابق وئام وهاب، أثناء عملهما على استطلاع مبنيي «المستشارية» و«المنار»، لكون منزل وهاب في بئر حسن يقع بين المبنيين.