عادت معركة يبرود لتتصدر قائمة الاهتمامات إقليميا ودوليا ,وبات العالم كله يراقب ما يجري في هذه المنطقة وبات الجميع يعتبر نتائجها المستقبلية بداية مرحلة جديدة في الازمة السورية خصوصا والمنطقة عموما . وما دخول العدو الاسرائيلي على خط هذه المعركة إلا دليلا واضحا على أهميتها على صعيد المنطقة ككل ,وإن التعتيم الاعلامي الذي جرى من جميع الاطراف على الغارات الاسرائيلية التي حصلت مؤخرا يؤكد أن حربا استخبارية وعسكرية طاحنة تجري على الارض وأن معركة قاسية تدور رحاها بين حزب الله وسورية من جهة وإسرائيل والغرب من جهة أخرى ويعتبر خبراء عسكرية إسرائيليون ان سقوط يبرود من الناحية العسكرية بيد حزب الله والنظام السوري سوف يغير قواعد اللعبة في المنطقة وأن تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد الغارات العسكرية من أن إسرائيل ستقوم بما يلزم لحماية أمنها مؤشر على أن ما نتائج المعركة في يبرود تمس الامن الاسرائيلي بالذات .
ويعتبر محللون اسرائيليون وجنرالات عسكريون أن تدخل إسرائيل على خط معركة يبرود يعود  إلى أن
سقوط مدينه محصنه بشكل كامل مثل يبرود والتي هي أكثر تحصينا من المدن الاسرائيلية هذا يعني وبحسابات القاده العسكريين والسياسيين في تل ابيب ان سقوط بلده مثل يبرود في يد حزب الله والنظام السوري أن مقاتلي حزب الله بالذات والجيش العربي السوري قادرون بأي وقت على اسقاط وتحرير اي مدينه اسرائيليه وضرب خطوط دفاعها وتحصيناتها في اي حرب مستقبليه مع قوى المقاومه فكما اسقطوا وضربوا تحصينات المسلحين "بيبرود" قادرون على اسقاط وتحرير مدن اسرائيليه في اي حرب مستقبليه وهو أمر يتعتبره الجيش الاسرائيلي خطير جدا سياسيا عسكريا وامنيا ومن هنا ينبع الخوف الاسرائيلي والذي أدى إلى تدخل مباشر في مسار هذه المعركة بعد حصول تقدم كبير لحزب الله وجيش النظام السوري .
وفي هذا السياق تأتي التهديدات الاسرائيلية المتكررة بشن حرب مباشرة على حزب الله في لبنان لتحويل مسار المعركة وشل قدرات حزب الله لوجستيا وعسكريا وامنيا , وفي هذا السياق أيضا جرى الحديث في الآونة الاخيرة عن توجيه ضربة عسكرية أمريكية لعمق النظام السوري في دمشق وبات حديث التدخل العسكري الدولي ضد نظام الاسد على طاولة البحث في بعض العواصم العربية و الدولية  .

وأما على الصعيد السوري فيعتبر الحسم العسكري لصالح النظام ورقة قوية جدا سيستخدمها النظام ويعتبرها مكسبا كبيرا وورقه رابحه جديده في مفاوضاته مع كبار اللاعبين الدوليين المنخرطين بالازمه السوريه ومن خلال ورقة يبرود ستفرض الدوله السوريه شروطها هي على الجميع ، وعندها لا يمكن ان تحصل اي تسوية الا بموافقة النظام .
وهذا فضلا عن ان حسم المعركة لصالح النظام سيعتبر هزيمة قاسية للسعودية وجميع الفصائل السياسية و العسكرية التي تدعمها وقد لا تستطيع السعودية تحمل مثل هذه الهزيمة نظرا للأوضاع الامنية و السياسية و الداخلية التي تعاني منها في الوقت الراهن  .