لم تتكشف بعد حقيقة ما حصل ليل أمس على الحدود الشرقية للبنان وفي منطقة البقاع تحديدا إلا أن الثابت وحسب وكالات الانباء المحلية والاجنبية وحسب الصحف الصادرة اليوم أن غارات عدة شنها الطيران الحربي الاسرائيلي على عدة مناطق على الحدود اللبنانية السورية , وتضاربت الانباء حول الاماكن المستهدفة في هذه الغارات وما اذا كانت تستهدف مراكز تابعة لحزب الله .
صحيفة النهار اللبنانية أكدت عبر مراسلها في المنطقة حصول الغارات داخل الاراضي اللبنانية وقال مراسلها :
ان طائرات حربية اسرائيلية شنت غارتين ليل امس على جرود بلدة جنتا الحدودية عند السلسلة الشرقية لجبال لبنان، ويحتمل ان تكون الغارتان استهدفتا مواقع لـ"حزب الله". وتزامنت هاتان الغارتان مع غارة لسلاح الجو السوري على المنطقة الجردية لعرسال من جهة بلدة قارا السورية القريبة من يبرود .
ونقلت النهار عن وكالة انباء الشرق الاوسط "أ ش أ" المصرية عن مصدر لبناني ان الطائرات الاسرائيلية قصفت احراج بلدات لبنانية على الحدود مع سوريا تقع ضمن منطقة نفوذ "حزب الله"، مشيرا الى ان القصف طاول الاحراج التابعة لبلدتي بدنايل والنبي شيت. أما "وكالة الصحافة الفرنسية" فنقلت عن مصادر أمنية ان طائرات حربية اسرائيلية قصفت هدفاً لـ"حزب الله" عند الحدود اللبنانية – السورية .
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان الغارة الاسرائيلية استهدفت قاعدة صواريخ لـ"حزب الله" تشارك في العمليات العسكرية في القلمون بريف دمشق الغربي القريب من الحدود اللبنانية .
وقالت صحيفة السفير : نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي، ليل أمس، غارة جوية، على أهداف عسكرية غير محددة بالقرب من الحدود اللبنانية ـ السورية، وتضاربت المعلومات حتى ساعة متأخرة من فجر اليوم، حول المنطقة التي تم استهدافها بدقة وتحديدا ما اذا كانت ضمن الحدود اللبنانية أو السورية أو بينهما، وكذلك حول الهدف وهل هو لبناني أم سوري، خاصة أن المصادر الرسمية السورية تجاهلت الخبر، فيما اكتفت الوسائل الاعلامية التابعة لـ«حزب الله» بذكر ما أوردته «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» من معلومات بأن الغارة استهدفت جرود بلدة النبي شيت بالقرب من الحدود اللبنانية ـ السورية. ونقل مراسل «المنار» عن «مصادر أمنية» عدم تأكيدها وقوع أية غارة اسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية في السلسلة الشرقية. وتحدث موقع «العهد» عن قيام الطائرات الحربية الاسرائيلية «بشن غارتين على جرود السلسلة الشرقية قرب الحدود اللبنانية السورية
».
وأجمع المراسلون المحليون على حصول تحليق مكثف للطيران الحربي الاسرائيلي، ليل أمس، وعلى علو منخفض في أجواء بعلبك والهرمل، فيما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق، لكن مصدراً أمنياً إسرائيلياً أكد أنه حدث «نشاط مكثف لسلاح الجو بصورة غير معتادة في الشمال»، مشيراً إلى لبنان.
في هذا الوقت لم يصدر عن حزب الله اي موقف من هذا الامر وكذلك تعاطت وسائل الاعلام الاسرائيلية مع الموضوع بشكل هامشي ونقلت الصحف الاسرائيلية خير الغارات عن الصحف اللبنانية .
وفي كل الحالات فإن الثابت حصول الغارات الاسرائلية ومن الممكن ان تكون الغارات استهدفت شحنات اسلحة في طريقها الى حزب الله حيث كانت طائرات الاستطلاع تحلق في أجواء المنطقة قبل الغارات بساعات عدة .
ورأت مصادر متابعة أن نفي الحزب لحصول الغارات وعدم الاهتمام بهذا الموضوع اعلاميا وأمنيا من قبل الحزب يعود الى عدم رغبة الحزب في الرد على هذه العمليات الاسرائيلية وكذلك فإن التعتيم الاسرائيلي على الموضوع يندرج ايضا في عدم رغبة العدو الاسرائيلي على تطور الوضع عسكريا.