المشهد نفسه، الممثلون أنفسهم، الضحية نفسها، والجلاد نفسه، إلّا البطل يختلف من انفجارٍ إلى آخر.

 

فمن أيّ منطقةٍ لبنانية سنّية سيكون بطلنا هذه الليلة، صيدا، عرسال، عكار، هذه الإحتمالات الثلاثة اللتي يلعب على أوتارها حزب الله، والمواكبة لحركات رقصة الموت التي يرقصها الحزب فوق جثة لبنان على أنغام الفتنة المذهبية التي تغذي دماءه الفارسية.

 

فما إن وقع الإنفجار الانتحاري صبيحة اليوم الثلاثاء في الضاحية الجنوبية في حارة حريك بالشارع العريض على مقربة من موقع الإنفجار السابق الذي تفصلنا عنه أياماً قليلة لا تتجاوز العشرين. حتى خرج النائب علي عمار من خلف مسرح الجريمة ليتبجّح بكلام يبدو للوهلة الأولى والأخيرة أنه عُلّب في الليلة الماضية تعقيباً على كلام رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، تماماً كما تمّ تعليب الإنفجار الصباحي ليكون ردّاً قاسياً وقاطعاً على خيار حزب الله النهائي بخصوص ثلاثية "شعب وجيش ومقاومة".

 

وأفادت المعلومات الأولية إلى أن السيارة التي كان يقودها الانتحاري من نوع "كيا سبورتج" فضية اللون، مسجلة باسم كلاس يوسف الكلاس سُرقت من كفر حباب في تشرين الأول الفائت. وتحمل لوحة السيارة الرقم 347527/ج.

 

وأعلنت وزارة الصحة بأن 4 شهداء قضوا في انفجار حارة حريك في الضاحية الجنوبية، هم: "ماريا حسين الجوهري وأحمد عبيدي وخضر أحمد سرور وعلي ابراهيم بشير" . و46 جريح أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن أسماء 26 منهم وهم: "أحمد جشي، أحمد العبيدي، أمين موسى أشمر، أنور حسن عمار، حسن علي صالح، حسن الحسين، دانيا حمادة، رضا حجازي، زينب وهبي، سليمان شريدي، سامية شعيتو، صبحي الزغبي، عباس ترمس، علي حسن عطية، علي اكبر عواضة، علي صبرا، علي نجدة، عناية رضا حجازي، غسان عبد الكريم المقداد، فاطمة خزعل، فرح غندور، كمال عبد العال، لقمان حسين، محمود الجرشي، منير سليم، نورس منصور".

 

فيا أيّها اللبناني المُستعمل إلى حد الإستهلاك، يكفي أن تقرأ ما غاب عنك ما بين السطور لتكتشف الحقيقة القابعة تماماً تحت أنفك الملتوي بقوة السلاح غير الشرعي. ولتتأكد بأن ما يسمى بحزب الله مستعدٌ لفعل ما لا يُفعل فداءً لسلاحه الذي بات على المحكّ.