أطلق الرئيس سعد الحريري الضوء الأخضر لإنطلاق عجلة التأليف الحكومي وأثبت من جديد أنه رجل دولة بكل ما للكلمة من معنى واستعاد صورة والده شهيد لبنان الكبير الرئيس رفيق الحريري , ورسمت إطلالته الإعلامية يوم أمس على قناة المستقبل مرحلة جديدة من مراحل السياسة اللبنانية واستطاع بكل جرأة وثقة إعلان مباديء جديدة للسياسة اللبنانية ,مبادي قائمة على الإنفتاح والتلاقي والحوار بعد مرحلة عصيبة شهدها لبنان وعانى منها حتى الأمس القريب .
استطاع الرئيس سعد الحريري أن يملك زمام المبادرة ,هذه المبادرة التي بات من شأنها أن تنقذ الوطن بعد سنوات من الإشتباك السياسي والأمني والتي كانت على حساب الوطن والمواطن اللبناني , هذه المبادرة التي وضعت الجميع أمام مسؤولياتهم تجاه الوطن والأمة والشعب فبادر الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم وانطلقت عجلة تأليف الحكومة وسط تنازلات من جميع الأفرقاء تصب في النهاية في انطلاق مرحلة جديدة من السياسة اللبنانية .
وقد كان الرئيس سعد الحريري أكثر مسؤولية عندما أطل من أمام المحكمة الدولية في لاهاي حيث تجري المحاكات في قضية استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري ليعلن أن المتهم بري حتى تثبت إدانته وهو بذلك يسحب فتيل الفتنة التي يشهدها لبنان منذ سنوات وأراد بذلك أن يحمي الوطن ما يمكن أن تشكله المحاكمات من تداعيات على المستوى السياسي والشعبي .
وأكد الحريري من جديد على مبدأ الشراكة والقواسم المشتركة التي يمكن أن تجمع اللبنانيين مؤكدا على ما أسماه "ربط نزاع " وذلك من أجل الدخول الى الحكومة على أن يتم التلاقي والحوار لاحقا حول القضايا التي تشكل مادة الخلاف مع باقي المكونات اللبنانية .
وبالرغم من الملفات التي تشكل نقاط الخلاف ومنها مشاركة حزب الله في الحرب السورية وموضوع المتهمين باغتيال والده , تجاوز الحريري هذه النقاط واعرب بمسؤولية كبيرة عن تسهيل ولادة الحكومة للنهوض بالبلد لمواجهة الاستحقاقات القادمة خصوصا ملف رئاسة الجمهورية ,وأكد الحريري على مواجهة الإيجابية بإيجابية مثلها فيما خص الملفات التي يتم التشاور حولها خصوصا الملف الحكومي لافتا إلى أنه لا يريد اقصاء أحد في البلد بل نريد بناء البلد مع الجميع .
واعتبر الحريري أن لا احد أكبر من بلده ويجب علينا جميعا ان نعمل لاعمار لبنان وانهاضه.
وفي ظل الاجواء الايجابية التي سادت مواقف الرئيس الحريري والموقف التي صدرت في اطلالته التلفزيزنية فمن المتوقع أن نتسحب هذه الإيجابية على الملفات العالقة وخصوصا ملف التشكيلة الحكومية وتوزيع الحقائب ومن المتوقع إطلاق التشكيلة الحكومية خلال أيام على أن يصار بعدها الى الإطلاق الجدي لطاولة الحوار التي من شانها مناقشة نقاط الخلاف بين جميع الأفرقاء  .