اعترفت قوى الثامن من آذار بفشلها في السلطة وادارة البلاد, من خلال مناداتهم الاستعطافية للحريرية كيَ تتناصف معها وتتشارك السلطة , بعد أن سدَوا مسارب أسماعنا بالخطب والتصريحات بالجنة التي سيوفرونها للبنانيين عندما يُمسكوا برقبة الحكومة دون مشاركة جماعة الفساد المالي من أهل المستقبل , ولم يعد سعد الحريري كما يراه التيَار الوطنيَ الحرَ فاشلاً في الادارة السياسية , حالة مسيئة للطبقة السياسية اللبنانية باعتباره وافداً عليها ,ومن موقع شخصي واهن , وأمسى حاجة ملحة لادراك ما فات اللبنانيين من نعم في الأمن والاقتصاد والذهب النائم في بطن الأرض . كما أنَ حذَاء النيابة الحزبية قدَ ربط شريط حذائه ورفع القبعة وأدَى التحيَة لسعد المنتسب الى المملكة العربية المسؤولة عن تخريب لبنان والمنطقة والمترأس لعصابة آذارية متعاملة مع الأعداء للنيَل من ثلاثية الجيش – الشعب – المقاومة . ارتبكت القوى المستلحقة بتيَار سعد الحريري من قوى وأشخاص أصموَا أذاننا ليلاً ونهاراً وهي تغني أغاني وطنية رفعت في وجه الايراني الممسك بحبل سلطة الواقع في لبنان , لحظة اعلان سعد الحريري منفرداً التبرئة والتوجه نحو حكومة جامعة وغير جانحة الى الشيعية السياسية أو الى السنيَة السياسية تلبي مصالح الأطراف الفاعلة انسجاماً مع الترتيبات الخاصة لكلا الطرفين الأساسيين في جبهتي الثامن والرابع عشر من آذار . لقد تبين للقاصي والداني الدور الممسوح أو الخجول للجهويَات الحزبية المسيحية في كلَ مواقعهم المشتتة , وعدم فعالية رأيهم في المستجدات وفي الحكومة وفي الرئاسة , وهذا درس لباقي الطوائف الساعية والحالمة في الابقاء على فائض القوَة أو في تحصيل القوَة لاحداث توازن في الوزن الطائفي , لان التجربة واضحة في طائفة مارونية ملكت كلَ أسباب القوَة وكانت متجاوزة لقدرات الطوائف الأخرى بكثير , وهاهي تئن تحب عبء التبيعة لكل من الطائفتين الشيعية والسنية من خلال اعتماد التيَارات المارونية على حزبيَهما لتحصيل مكاسب سياسية في السلطة وخارجها . لقد قال الحريري ما يرضي اللحظة الحرجة للفريق الآخر , وتبين وهن القوَة لدى جهة لطالما استخدمتها للتغير في السياسات والاتجاهات , وتبين ايضاً حاجتها الملحة لشخص لطالما لفظته كونه نكرة كاملة ولتيَار لطالما خونته . وفي هذا درس آخر متعدد الفوائد , ولكن من يعتبر ؟ الحريري قال ماقال بعد أن وعد ما وعد, وهو خلف الحدود, وعندما كان داخل الوطن, عن الدولة والحرية والسيادة , وهاهو يقرَ مذعناً للواقع بقواه المتجاوزة لحدود الشعارات المستهلكة من قبل الحريري, وتيَاره المدعو الى اعادة النظر في مواقفهم التي باتت ممجوجة ومملة, ولم تعد تحرك ساكن مواطن أحبطته شعارات مجنونة من قبل فريق مدمن على حب السلطة, ومستعد لبيع حتى الدماء من أجل الحصول عليها .ربما حالة التكاذب الحاصلة قدَ تفضي الى حكومة , وربما استبعاد ايران من جنيف2 قدَ يعيد خلط الأوراق من جديد فيتحول التسهيل في السياسة الى تشديد يعيد الأزمة في لبنان الى بداياتها . لابدّ من الانتظار ومراقبة ما سيجري في جينف 2 لنعرف ماذا سيجري في لبنان؟ رحم الله الممثل السوري نهاد قلعي الذي وضع هذه المعادلة في قالب فكاهي مفتوح على نقد سياسي لوضع عربي لايزال على حاله .