كان وقع خبر استقالة وزراء اتراك من حكومة رجب طيب أردوغان مدويا على الكثيرين الذين ينظرون الى أردوغان وحزبه نظرة الاعجاب في السلطة، والنمو الافتصادي الذي أنتجه حكم حزب العدالة والتنمية في تركيا.. كثيرون لم يفهموا لماذا حصلت هذه الاستقالة، وما هي صفقات الفساد الحاصلة، لم يعرف شيء سوى أن قيمة هذه الصفقات هي مئة مليار دولار في تركيا. في سياق التحقيق التركي في هذه الفضيحة،اعتقلت السلطات التركية رجل الأعمال الايراني رضا ضراب، بتهمة رشوة وزراء أتراك وأبنائهم وتبييض الأموال، إلا ان ضراب سرعان ما اعترف بأنه موظف لدى رئيسه بابك زنجاني. من هو باباك زنجاني؟زنجاني هو العضو السابق في الحرس الثوري الايراني وقريب من مراكز القرار بأعلى مستوياته، يطلق عليه عدة ألقاب أبرزها:" وزير مالية الحرس" أو " ميلياردير العقوبات" أو" العقل المدبر للالتفاف على العقوبات الدولية على ايران." هذه الصفات كفيلة بأن تجعل زنجاني بطل قومي ايراني كونه ابتكر فكرة مقاومة ايران للعقوبات عبر تبييض الأموال و اختراع نظرية "الغاز والنفط مقابل الذهب" وهنا تكمن علاقة تركيا بالموضوع اذ تقضي نظرية زنجاني بمبادلة المبيعات الايرانية بالليرة التركية، التي لم يكن محظوراً التعامل بها، بالذهب من السوق التركية وفق العقوبات الدولية. زنجاني مقرب جدا من الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وكان يُطلق على نفسه لقب "باسيج الاقتصاد". أضاف الاتحاد الاوروبي اسمه على لائحة العقوبات في كانون الاول عام ٢٠١٢، ومن ثم أضيف في الولايات المتحدة الاميركية في نيسان ٢٠١٣، بسبب "التفافه على القوانين". رغم ذلك بقي متمتعاً بالحماية وحرية العمل في إيران. الإثنين الماضي اعتقلت السلطات الايرانية من كانت تصفه بطلا، ووضع في السجن وهو الآن قيد التحقيق، وتفيد المعلومات أن إلقاء القبض على زنجاني أتى لإرضاء الولايات المتحدة خصوصا انه جاء بعد طلب وضغط أميركيين، نفذت السلطات الايرانية المطلب الأميركي وعلى الأرجح هذا أحد أوجه البنود المخفية من الاتفاق الاميركي الايراني. قياديو الحرس الثوري غاضبون جدا من حكومة روحاني ومن الاتفاق الايراني الغربي، ومردّ هذا الغضب، يعود لشعورهم بأن الاتفاق سيقلل من صلاحياتهم وسلطتهم التي بدأت بالتقلص بسحب الملف النووي من يد الحرس وحصرها بوزارة الخارجية ولا تنتهي بإلقاء القبض على زنجاني، ولا شك ان ما خفي من بنود الاتفاق فهو أعظم..