هل عراضة حزب الله الأمنية كذبة نيسان من نوع آخر؟
 

مهما فعل حزب الله يبقى في دائرة الإدانة بالنسبة للبنانيين مختلفين معه لا في السياسة فقط بل في أصل وجوده كحركة جهادية وكدور متقدم في المنطقة لحساب ومصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
 لذا بدت حركته التنظيفية في الضاحية الجنوبية جزءًا من الديكور الأمني الذي لا يتعدى بالنسبة للناقدين لحزب الله حدود الدعاية الأمنية رغم ما يطال هذه الخطوة من إعتراض خفي من قبل الأجهزة المختصة في السلطة كون الجهة المنفذة للبحث عن مطلوبين وهاربين هي خارج المسؤولية المباشرة او المختصة والمنتسبة الى الأجهزة الرسمية .

إقرأ أيضا : قمصان حزب الله السود ..على خُطى المهاجرين بمواجهة الأنصار.
ثمّة ضرورة للتخلص من ورم سرطاني منتشر وبكثافة في الضاحية وربما لا يمكن الا للحزب وحده الإطاحة به لأسباب في العجز الأمني تعكسها طبيعة شبكات التخريب المتوسعة في التركيبة الاجتماعية والمستندة الى وضعية طائفية مستقوية بها كونها توفر الحماية المطلوبة في ظل الاستعار المذهبي الحاد في المنطقة .
هذه الضرورة في الأداة والكيفية متابعة بدقة من قبل المشككين بدور الحزب الايجابي في موضوع الفساد الاجتماعي والأمني كونهم يرتكزون في ذلك الى تجربته مع الفساد السياسي حيث ضمر حزب الله سكوتاً عالياً ولم يشر ولو بالإصبع الصغير الى المفسدين في المال السياسي كما أنه برر لكثيرين من المدانين بأعمال غير قانونية حليّة سلعهم عندما خبأهم عن أعين الأمن .

 

يكبر حجر الشك بنوايا الحزب في مداهمات الضاحية الأخيرة عند الأطراف المعادية له فتصف خطوة المداهمة بأنها نوع من العراضة وكذبة سبقت بأيام كذبة أول نيسان لصعوبة مواجهة فساداً أصبح بيئياً وهو يملك قوّة مالية نافذة وإجتماعية مؤثرة في الشبكات القبلية والعشائرية وهناك خوف حقيقي من أن يتم توظيف المفسدين في مشروع مضر بوحدة الثنائية وبعضويتها الممسكة بكتلة كبيرة تملك طاقات تفجيرية تصدع  من سياسات جمع الشمل في مرحلة تُسهم فيها الوحدة في شدّ العصب والإلتفاف حول مركزية القرار والدور وهذا ما يخيف النائمين بأمان على وسادة الطائفة .

إقرأ أيضا : حزب الله يحرج ميشال عون بعد القمة العربية !
بين مأخذين كبيرين على حزب الله في خطة مداهمات الضاحية هناك مأخذ ثالث يضعه البعض في إطار الرسالة الواضحة لكل من يحاول قراءة رسالة الرؤساء الى القمّة العربية في الأردن بطريقة مسيلة لها في الشارع اللبناني بإعادة الفوضى الأمنية والسياسية الى لبنان وضعضعة الثقة بين المتحالفين المتحاصصين للمرحلة والعمل على خلق جبهة مواجهة لجبهة التحالف المستجيبة لخصوصية حزب الله في الداخل والخارج وذلك من أجل التحضير المسبق للانتخابات النيابية والتي تحتاج الى تعبئة جديدة لحصد نتائج مخلة في التوازن النيابي المفضي الى تكريس مشروعية اللاشرعي في شرعية السلطة .
بتقديري ثمّة حاجة ملحة لإنضاج ظروف مختلفة عن الظروف السائدة أي بوضع الأمن في سلة واحدة كيّ نخفف من حدة السياسة العدائية التي تفرض قراءات مبنية على خلفية الخوف من أي مسلك يسلكه طرف سياسي فاعل لأن فاعليته مصدر قلق أكثر مما هي مصدر إطمئنان بالنسبة للبنانيين .