يهدّدنا ابرهيم الأمين بـالباصات الخضراء، لا بأس، لكن عليه أن يتذكر أنّ الباصات الخضراء وصلت بعد تدمير حلب، وسقوط آلاف الضحايا في بيئة نظام الأسد
 

في الأساس ابرهيم الأمين هو صندوق رسائل، وجريدة "الأخبار" هي منصّة، من الدعوة إلى "تحسّس الرقاب" وصولًا إلى "لفت انتباه بعض المترددين من بقايا 14 آذار، الموجودين في الحكومة أو خارجها، إلى أن هناك حلولاً ممكنة لتسوية أوضاعهم... أما من لا يرغب، فإن أسطول الباصات الخضر يعمل وقتاً إضافياً في لبنان إن اقتضى الأمر!"
كما ورد في مقالة ابرهيم الأمين اليوم بعنوان "حكومة حلب".

ثمة خيط رفيع يفصل بين ما "ينقله" ابرهيم الأمين، وبين ما يفكّر به هو شخصياً. أحياناً لا يمكن التمييز إذا كانت تلك بنات أفكاره، أو أنّه "وحيٌ أُوحيَ إليه". بكل الأحوال أن يهدّد ابرهيم الأمين "بقايا 14 آذار" بـ"أسطول الباصات الخضراء" التي أجلت آلاف المدنيين وهجّرتهم من بيوتهم وأراضيهم في حلب، فذلك أمر لا يمكن إلا أن تتحمّل مسؤوليته الجهة التي "تحضن" الأمين وتموّله وترعاه وتربّيه.

أساساً لا يمكن أن نكون بعيدين عن "مصير حلب". هذا النموذج الذي جرت هندسته ليكون "بعبعاً" أمام كلّ متمرّد أو من يفكّر بالتمرّد والثورة. حلب اليوم هي "مثال" قد يجري تعميمه غدًا في إدلب وبعدها في أيّ مدينة وصولًا إلى بيروت. 

ولكن: ألم تكن بيروت "حلبية" المصير بين 14 شباط 2005 و7 أيّار 2008؟ بلى كانت. 

دفعنا دماءً واستقرارًا، وتمّ اغتيال نخبة 14 آذار قبل حلب بـ8 سنوات، فلعلّ حلب لحقت بيروت، وليس العكس.

لكن اليوم يصحّ فينا القول: "أُكلنا يوم أُكلت حلب"، بالباصات الخضراء. وتهديد ابرهيم الأمين "من يخرج عن طوع حزب الله" بـ"مصير حلب" وبـ"الباصات الخضراء"، لهو أوضح مثال على كيفية تخطيط حزب الله لتقريش انتصاره السوري في لبنان، وتأكيدٌ على أنّه لم يذهب لحماية مقامات، بل لتوسيع سيطرته العسكرية والسياسية على لبنان وسوريا.

يهدّدنا ابرهيم الأمين بـ"الباصات الخضراء"، لا بأس، لكن عليه أن يتذكر أنّ الباصات الخضراء وصلت بعد تدمير حلب، وسقوط آلاف الضحايا في "بيئة نظام الأسد". 
الباصات الخضراء "مُكلِفة" إذاً؛ ومن يطرق باب الباص الأخضر، قد يسمع جواباً لا يعجبه.