المشنوق، بقي أو خرج من الحكومة، بات حالة سياسية... على الأقلّ هكذا تتعاطى السعودية معه
 

حطّ وزير الداخلية نهاد المشنوق في مطار جدّة: إستقبال كبير من نائب وزير الداخلية ناصر الداود، وهو برتبة وزير، برفقة كبار الضباط والمسؤولين في وزارة الداخلية السعودية. إستقبال في المطار. ثم مأدبة غداء حضرها كبار الضبّاط والمسؤولين في "الداخلية".

إلى ماذا يحيلنا هذا المشهد؟

بعد الظهر اجتمع المشنوق برئيس المخابرات السعودي الفريق أوّل خالد حميدان، تلاه اجتماع طويل بالوزير عبد العزيز الهويريني، رئيس جهاز أمن الدولة، الذي أقام مأدبة عشاء على شرفه. إشادة بمواقف الوزير المشنوق، وتأكيد على الإعجاب بخطابه الشهير في مجلس وزراء الداخلية العرب بتونس.

في اليوم التالي اجتماع مع وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف. وحفاوة كبيرة في الاستقبال. مباحثات بين الأمن والسياسة، من سوريا إلى العراق واليمن، وصولاً إلى التفاصيل اللبنانية.

السعوديون باتوا جاهزين لـ"العودة" إلى الملعب اللبناني. والمشنوق هو أوّل من أرادوا الاستماع إلى رأيه، و"استعادته" سياسياً.

هل ينفصل هذا الاستقبال عن سياق "الطعنة" التي تلقّاها المشنوق في الانتخابات النيابية من ماكينة "المستقبل"، والتي أعلن عنها في مقابلة قبل أسبوع من سفره إلى السعودية؟

المشنوق أوحى خلال المقابلة مع جريدة "الجمهورية" قبل 10 أيام إنّه قاب قوسين أو أدنى من الخروج من كتلة المستقبل، إن لم يكن قد خرج فعلاً. وهكذا زار دار الفتوى في اليوم التالي، وبعد أيام حطّ في جدّة.

هو إذاً يزور السعودية نائباً مستقلاً، يمثّل بيروت وسنّة لبنان، ويمثّل الدولة اللبنانية، ويمثّل أوّلاً الخطّ السيادي الحليف للمملكة العربية السعودية...

المشنوق في السعودية. وهذا ليس تفصيلاً. السعودية "استرجعت" المشنوق سياسياً. 

والمشنوق، بقي أو خرج من الحكومة، بات "حالة" سياسية... على الأقلّ هكذا تتعاطى السعودية معه. وهذا ليس تفصيلاً.