وإن كان من المبكر الحكم على سياسات الادارة الاميركية  الجديدة بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وبالرغم من كل ما قيل ويقال عن طبيعة الرجل وما أطلقه من مواقف خلال حملته الانتخابية طيلة الاشهر السابقة، والتي وصفت هذه المواقف بأغلب الاحيان بالتطرف إلى حد الجنون ،
وعلى الرغم من صدمة وصوله غير المرتقبة والمخالفة لمعظم إحصاءات الاستطلاع ومراكز الدراسات ووسائل الاعلام على تنوعها وعلى اختلاف مشاربها وانتماءاتها، يبقى أن الثابت الوحيد والاكيد المرافق لمجيء هذا " الرئيس الصدمة "، هو أنه سيكون مختلفا حتما عن سلفه باراك اوباما بلا شك ولا ريب .
وهذا يعني أن من المؤكد أن ترامب وخلفه الولايات المتحدة الاميركية سوف تعود من جديد إلى المنطقة والى قيادة العالم مرة أخرى، وتنتهي فترة الانعزال والانسحاب من الساحات والميادين العالمية، النهج الذي اعتمده اوباما منذ توليه ومنذ دخوله للبيت الابيض.
كان هذا التحول وهذه العودة  ليكون مصدر شؤوم ومبعثا للريبة لو أن مرحلة غياب " المؤامرات " الاميركية كانت مرحلة سعيدة ومرحلة هدوء وسكينة في عموم المنطقة، إلا أن الواقع يقول بما لا مجال معه للشك، أن مرحلة الانسحاب الاميركي وتركنا لأنفسنا ولرحمة أنظمتنا واعتمادنا على " ثقافتنا " لم يجلب لنا إلا أبشع وأفظع وأسوأ الكوابيس بالتاريخ الحديث! مما جعل شعوب المنطقة تستبشر خيرا بالعودة الاميركية بكل مساوئها لأنها سوف تكون حتما أقل ضررا بما لا يقاس ،،، ومعها يكاد لسان حال شعوبنا يقول : مرحبا بالمؤامرات الاميركية