حينما يتعب الكلام من الكلام، وحينما تجد الإنسانية مدفونة تحت ركام المنازل المدمرة بطائرات بوتين_الأسد وسط صمت وتخاذل عربيين لا مثيل لهما اعلم أنك في إدلب. الحديث عن إدلب وحلب أصبح من روتينيات الإعلام: مكان القصف، عدد الضحايا، الأضرار المادية أصبحت كليشهات لا تأثير لها على ضمير المتلقي العربي. الناشط الإعلامي معاذ الشامي تحدث لموقعنا عن آخر الأخبار الميدانية في إدلب، وعن إحصاءات القصف الهمجي الذي تتعرض له المدينة.
" القصف أصبح شيئا" روتينيا" بالنسبة لنا، وعندما لا يخلف القصف مجازر نكون بخير. لا مبرر لتكثيف الضربة على إدلب، ولكن هناك نية تهجير للأهالي. على سبيل المثال، يقصف النظام وحلفاؤه الأحياء الحيوية السكنية التي يقطن فيها أشخاص ينتمون إما إلى الجيش الحر أو لأحرار الشام، لتحويل الغضب على الثوار وإبعادهم عن المدينة، وإفقادهم حاضنتهم الشعبية".
وعند سؤالنا الشامي إن كان هناك إمكانية وجود خرق للفصائل المقاتلة أجاب: " كما تعلمون، فإن التنظيمات هي الأكثر إختراقا" في العالم، وأكبر دليل على العبوات والإغتيالات التي تحصل هو الإختراق الكبير في صفوف الفصائل العسكرية".
وعن آخر إحصاءات الضحايا والخسائر أفاد الشامي: "خلال ال 48 ساعة الماضية، بلغ عدد الغارات على محافظة إدلب (دون الريف) حوالي 42 غارة حربية منها سورية ومنها روسية، عدد القنابل التي رميت على إدلب بلغ 64 قنبلة، عدد المصابين لحد اللحظة بلغ 110 مصابين، وتم توثيق 23 شهيدا" وأذكر أن الأرقام التي أتحدث عنها تخص محافظة إدلب فقط دون الريف. سجلت ثلاثون استجابة لفرق الدفاع المدني التي أخمدت العديد من الحرائق وأسعفت المصابين. المناطق المستهدفة: مشفيين في محافظة إدلب أحدهما المشفى الوطني الرئيسي في المحافظة، والذي استهدف بثلاث غارات روسية، بالإضافة إلى الأحياء السكنية، وبعض المساجد، كما احترق عدد كبير من الأبنية السكنية، والمحلات التجارية، وسيارات المدنيين. في ليلة واحدة، نفذت 15 غارة روسية على إدلب خلفت عشرة شهداء وأكثر من 75 جريحا"، وتم تدمير ما يقارب 60 منزل، واحتراق 11 سيارة، وتدمير محلات تجارية لم نستطع إحصاءها، وهناك أحياء دمرت في الكامل بمجافظة إدلب في هذه الليلة المأساوية. هجرت أكثر من 40 عائلة من محافظة إدلب، وقد نزحوا إلى مزارع قريبة وهم ينامون في العراء إما في الحدائق العامة، أو في السيارات، أو حتى في بيوت غير مسقوفة. التوثيق كان بعد إقلاع الطيران الحربي من مطار حميميم بجبلة، وتوجهه إلى محافظة إدلب. بهذه الطريق نستطيع تمييز الطيران الروسي من السوري".