لقد جاءت عودة الرئيس الحريري إلى لبنان لتعلن عند بداية مرحلة جديدة في السياسة الداخلية اللبنانية وثمة توجه دولي وإقليمي يقضي بإعادة ترتيب الساحة الداخلية اللبنانية ,كان أولها لملمة احداث عرسال والحد من تداعياتها الامنية والسياسية بالاضافة الى إعادة ضبط إيقاع الشارع السني بما ينسجم مع توجهات الرئيس الحريري وخياراته السياسية ,وقد استطاع الرئيس الحريري خلال أيام من  عودته ضبط الشارع السني هذا وفقا لاعتبارات امنية وسياسية عديدة اهمها الحد من الخطر الداعشي الذي كان يجتاح الطائفة السنية وكاد يغير من توجهات هذه الطائفة التي كانت تنحاز دائما لصالح الوطن والاعتدال ,وقد أعاد الحريري بعودته الإعتبار الى هذه الخيارات في الساحة السنية لتنسجم اكثر مع سياسة الإعتدال ونبذ التطرف .
وفي هذا السياق ستكون عودة الحريري هذه مناسبة لإعادة ترتيب علاقاته مع الحلفاء والخصوم في نفس الوقت ونقل في هذا المجال عن تشجيع سعودي للحريري في إعادة ضبط علاقاته مع خصومه وفق التوجهات الجديدة التي تشهدها المنطقة وكان الحريري نفسه اكد لبعض زواره انه يريد إعادة فتح قنوات الحوار مع كل الاطراف الداخلية في الساحة اللبنانية ولكن في الوقت المناسب ,وألمح الحريري في مجالس خاصة إلى إمكانية أن يقوم الرئيس بري بتسهيل هذا الحوار وخصوصا مع حزب الله .
وتأتي هذه المتغيرات الجديدة وفقا لتسويات تشهدها المنطقة عموما بدات بالعراق وستنتهي بلبنان وفقا لتقديرات بعض المصادر المتابعة .
وفي هذا الاطار ربما يكون لزاما على حزب الله الاستجابة لمتطلبات المرحلة والمبادرة باتجاه الحريري لإنتاج رؤية جديدة للسياسة الداخلية اللبنانية من شأنها الحد من الخطر الداعشي ومعالجة الملفات العالقة الأخرى خصوصا وان الامين العام لحزب الله كان في خطابه صريحا في طلب العون والمساعدة لاجتثاث الخطر الداعشي وحل القضايا السياسية الداخلية العالقة .