نحن قررنا تحرير لبنان من سطوة السلاح غير الشرعي، عبارة اطلق الرئيس فؤاد السنيورة بعد مواراة الوزير الشهيد محمد شطح الثرى، لكن لم يقل لنا الرئيس السنيورة، كيف سيتم تحرير لبنان من سطوة السلاح، وما هي الخطوات المتبعة والتي ستقرر لاحقا من أجل مواجهة الارهاب والاجرام سواء جسديا ام معنويا، من خلال فريق يستقوي بالسلاح، ويسيّر البلد وفق أهوائه ويعطل المؤسسات الى حين أن يرضى. السنيورة قال أيضا إن قبل اغتيال الوزير شطج ليس كما بعدها، إلا أن هذه العبارة لطالما سمعناها بعد كل جريمة اغتيال، ولكن عمليا لا شيء يطبق على الارض، ولا من خطوات تتخذ. مرة جديدة تدفع قوى الرابع عشر من آذار من لحمها ودمها وشخصياتها النيرة فداءا لمبادئ تؤمن بها هذه القوى، ولكن لا من يعمل جديا لتطبيق هذه المبادئ والأهداف، وكأن قوى الرابع عشر من آذار لا تقوى سوى على دفع فاتورة الدم ومن ثم بذل الجهد للرثاء والتأبين والى اللقاء مع ضحية سياسية أخرى وضحايا مدنيين آخرين. لا شك أن حزب الله يعرف تماما كيف يتعاطى مع خصومه السياسيين الذين لا يفعلون امام أعين جمهورهم سوى التراجع والتنازل، وحين يلحظ حزب الله بعض التصلب والمواجهة لدى فريق 14 آذار فيلجأ الى ضربة امنية تكون كفيلة في إحجام الفريق وتراجعه، مع تسجيل المزيد من النفور والتملل في صفوف جمهوره. للأسف ليس هناك أي استراتيجية واضحة لدى فريق قوى الرابع عشر من آذار للمواجهة في السياسة، وربما اعتادت هذه القوى فقط على بيان مضمونه واحد فقط المتغير الوحيد هو الأسماء والتواريخ والاحداث، وبالتأكيد فإن هذا لا يبني سياسة، ولا يوصل الى الدولة. إن أقصى ما يحتاجه هذا الفريق هو انتفاضة على الذات ومن ثم العودة الى الشارع، لأن الشارع هو المرآة الحقيقية، في استراتيجية واضحة للمواجهة على قاعدة التظاهر السلمي والعصيان المدني لتفعيل المؤسسات وتأكيد مدنية الدولة ومكافحة عسكرتها. فيا قوى الرابع عشر من آذار عودوا الى الشارع، عودوا الى النبض والحياة، ليبقى هناك حياة سياسية في لبنان، ورأفة بالضحايا ودمائهم وصونا لهدر المزيد من الدماء... وإلا اعتزلوا السياسة... البكاء على الأطلال لا يبني دولة.