أشباح من السماء سقطوا فجأة في منطقة الستاركو وفجروا موكب الوزير السابق محمد شطح ،  نعم هم الاشباح ، وليس  من داع  للضحك او الاستغراب ... لماذا ؟؟ لأن فرضية قيام التكفيريين بهذا التفجير غير منطقية ، كون هؤلاء بحسب اتهامات حزب الله وقوى الثامن من آذار، متحالفين  ومتواطئين مع قوى ١٤ آذار، كما انهم يتحركون في لبنان بتغطية منهم ، وبالتالي لا يعقل ان يقدم هؤلاء على اغتيال احد حلفائهم .  
كذلك سمعنا السفير الإيراني يقول ان المستفيد من هذه العملية هو اسرائيل ، وكذلك فعل سعادة السفير السوري الذي أدلى بقطعة الاستظهار عينها، و كرت السبحة لدى العديد من النواب القوى الممانعة ، وهذا صحيح ، فكل عملية اغتيال ، وكل ضعضعة وبعثرة أمنية على الساحة اللبنانية تستفيد منها اسرائيل ،  وكل إزالة لاي عقل وقيمة او قدرة فكرية لبنانية ، تبتهج لها اسرائيل  ، ولكن الفارق كبير بين ان تخطط وتنفذ اسرائيل لأية عملية اغتيال بشكل مباشر، وان تقوم جهات اخرى ( باتت معروفة والحمد لله ) بالتخطيط والتدبير والتنفيذ لمصالح لها ( وهذه المصالح ما عادت خافية على احد والحمد لله ) وان تستفيد اسرائيل من ذلك او تتلاقى مصالحها مع تلك المصالح ...
و في الخلاصة ان لا الجماعات التكفيرية ستقدم على هذا العمل الجبان، كونها مدعومة من قوى ١٤ آذار، ولا اسرائيل ستقدم على هذا العمل كون ١٤ آذار ًعملاء لها ً... !! من الذي سيبقى في خانة الاتهام اذاً ؟؟  سوى النظام السوري ومن يدور في فلكه في لبنان ؟؟ وهم الذين استطابوا منذ محاولة اغتيال النائب والوزير السابق مروان حمادة في العام ٢٠٠٤ ، لعبة اصطياد القيادي تلو الآخر من تلك القوى، بعدما امعنوهم شتماً وتجريداً من الوطنية والكرامة ، وتصنيفاً في خانة العملاء لإسرائيل وامريكا والغرب عموماً ...
لماذا محمد شطح ؟؟ بكل بساطة لان رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية قالها بكل صراحة قبل أيام قليلة ، انه لا يرى في رئيس الجمهورية شخصاً محايداً، ولا في الرئيس تمام سلام شخصاً محايداً ،  بل هما في صف "عملاء ١٤ آذار" ، وبالتالي فان اي تفكير او اي تلويح بالمبادرة الى تشكيل حكومة تنقذ البلد من الفراغ ،  سيكون قصاصه وعقابه النسف والإلغاء
والتهيؤ لقافلة جديدة من النخب  ، تسفك دماؤها على قارعة هذا الشارع او ذاك من شوارع بيروت ، وبعدها يطل الأمين العام لحزب الله ملوحاً لنا بإصبعه ومتوعداً من جديد : " أما قلنا لكم لا تلعبوا معنا.. تفضلوا هذه نتيجة هذا اللعب".  
لماذا محمد شطح ؟؟ بكل بساطة أيضاً لأننا على مسافة ايام قليلة من السادس عشر من كانون الثاني المقبل ،  موعد بدء المحاكمات في أروقة المحكمة الدولية ، وفهمكم كفاية ماذا تمثل لهم المحكمة الدولية في الشكل والمضمون ،  ولو كانت قراراتها بالنسبة لهم مثل عبارة :" بلوها  واشربوا ميتها ..." لما كنا رأينا محمد شطح .. شهيداً ... !!  
لماذا محمد شطح .. ؟؟ لألف سبب وسبب ، في طليعتها ، شخص محمد شطح ، وعلم محمد شطح ، وفكر محمد شطح ،  واعتدال محمد شطح ، هذا الاعتدال الذي ازعجهم حتى الثمالة ... فقرروا اغتياله ...