اللقاء الذي عقد في القصر الجمهوري بين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لم يكن على مستوى الآمال والتطلعات ,فقد أصر كل من حزب الله ورئيس الجمهورية على موقفه من الاستحقاق الحكومي ,وما رشح عن اللقاء كان سلبيا جدا حيث لم يتم التوصل الى أي نتيجة إيجابية بين الطرفين فما رشح أن رئيس الجمهورية أبلغ الحاج رعد أنه لن يترك البلد للفراغ ورد الحاج رعد أن السير بحكومة غير متوازنة يؤدي الى فتنة كبيرة,وفي ظل هذا الواقع المأزوم فإن الوضع العام في البلاد يسير باتجاه المزيد من الإنقسام السياسي  في ظل الوضع القاتم الذي تعيشه المنطقة بشكل عام  .
وفي اللقاء بين رعد وسليمان علم أن الطرفين عرضا المواقف من الاستحقاقات على صعيدي تشكيل الحكومة وانتخابات رئاسة الجمهورية ونقلت صحيفة الاخبار ان
سليمان كرر أمام رعد موقفه الداعي إلى تشكيل حكومة حيادية و أنه «لا يريد ترك البلاد في حال فراغ تام، حكومياً ورئاسياً، وهو يرى أن حكومة تصريف الأعمال ليست قادرة على إدارة البلاد وهي حكومة غير جامعة».
وكذلك «سمع سليمان من رعد شرحاً مفصلاً لكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مقابلته الأخيرة على قناة «أو تي في»، وفي خطابه الأخير في تأبين الشهيد حسان اللقيس». وجدد رعد تأكيد أن «أي محاولة لتشكيل حكومة غير متوازنة سوف تقود البلاد إلى فتنة كبيرة، وأن حزب الله وكل قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر سوف يقفون في وجه هذه المغامرة». وقال رعد لسليمان إن «فريق 14 آذار لم يكن غائباً عن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. ومسيرة الحكومة وقراراتها والكثير من الخطوات بما في ذلك التوجه السياسي، لم تكن ضد مصالح فريق 14 آذار، وأن مصالح هذا الفريق لا تزال قائمة ونفوذه قوي داخل مؤسسات السلطة السياسية والاقتصادية والأمنية». وتتابع المصادر، «قال سليمان لرعد إنه لا يريد التمديد لنفسه»، فيما أكد له الأخير أن «البلاد تحتاج إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها»، لكن «سليمان شدد على أنه لا مجال أمامه إلا تشكيل حكومة قبل نهاية عهده، وأنه في ظل الانقسام الداخلي والإقليمي سوف يدعم قيام حكومة تضم محايدين لكي تتولى إدارة البلاد».
وفي هذا السياق وتعقيبا على ماجرى في لقاء رعد – سليمان نقل عن الرئيس بري تشاؤمه الكبير حيال الوضع الحكومي وحيال الوضع في المنطقة مشيرا الى أن وزراء الحكومة المستقيلة لن يسلموا وزاراتهم إلا لوزراء حكومة وحدة وطنية ما يؤكد أن اجواء التصعيد تلوح في الأفق وأن لا حلول منتظرة على الصعيد الحكومي وأن رئيس الجمهورية ماض في ما نقل عنه بحكومة الأمر الواقع .
وتأتي تصريحات رئيس الجمهورية اليوم من بكركي لتصب في إصراره على تشكيل الحكومة مشيرا الى ان هناك دستور وديمقراطية فلنطبق الدستور ويجب أن نؤلف الحكومة واذا لم تنل الثقة نؤلف حكومة أخرى وقال رئيس الجمهورية أن رئيس الجمهورية مستمدة صلاحياته من الدستور وليس من الأفرقاء السياسيين .
هذه التصريحات تؤكد مضي رئيس الجمهورية بخياراته الحكومية في ظل رفض حزب الله والرئيس بري لمبدأ تشكيل الحكومة بدون اتفاق .
وفي ضوء هذا الوضع المتأزم نقل زوار رئيس الحكومة المكلف تمام سلام عنه تفاهمه مع سليمان على ضرورة إعطائه فرصة إضافية لبضعة أسابيع أو لشهرين كحد أقصى، معلناً أنه «في حال تعذر التفاهم السياسي فهو سيقترح حكومة حيادية شاملة، وأن سليمان سوف يوقّع مراسيم تشكيلها.
ولفت سلام في رسالة إلى اللبنانيين لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، إلى أن «الأزمة بلغت مبلغاً مقلقاً، وباتت تشكل تهديداً حقيقياً لسلمنا واستقرارنا ولنسيجنا الاجتماعي